كتاب وشعراء

بقايا اشياء مكسورة.. شعر: صدام الزيدي

فرشاة الأسنان التي أكسرها بين فترة وأخرى
بينما أنظف أسناني
ليس لها من مشكلة
إنما هي يدي
يدي التي ما مرت على شيء إلا حطمته
وما ذهبت إلى مكان إلا حولته إلى حطام
أعرف معنى أن يكون لي يد قاسية
تكسر كل شيء في طريقها؛
الأمر يتعلق بقلق الشاعر في رأسي
بجنون أنامله التي عذبتني كثيراً
وذهبت بي إلى مسافات ما كنت أعرفها
“يدي تدحرج الأشياء” كما كتبت في نص سابق.
يدي تكسر الأشياء، على الطريقة اليوغسلافية الغامضة
يدي تخرج عن السيطرة
وتحطمني من الداخل
أنا كائن يفقد السيطرة على أنامله
إذا ما عانقتها نوتة موبايل أنيقة.
ذهبت مرة إلى نجار بأسفل المدينة
رجوته أن يفعل شيئاً لإيقاف نزق يدي
أخذ لوحاً مدهوناً بعرق ملائكة
وصار يضرب به على يدي
حتى تراءى لي أنني أفتح مابعد مدائن الكتابة
عدت مخموراً مما فعله النجار بيدي
لكني أضعتها مع سائق باص من بلاد لا تعرف الشعر
واستعدتها بعد أسبوعين
كان كل شيء مرت عليه انكسر.
الليلة الماضية، وصلني إشعار من فيس بوك: “يدك تدحرج الأشياء وأنت تشكل خطراً على منشورات القيامة”!.
مازلت أتذكر أكواب الشاي التي دلقتها على ضيوفنا في بيتنا القروي البعيد
بيتنا الذي غادرناه نحن الإخوة إلى أصقاع شتى
بينما يمتلئ الآن بالقصب
وبات مخزناً لإخوتنا الصغار
الذين تركنا لهم البيت والزرع
وبقايا أشياء مكسورة مرت عليها يدي.

\\\

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى