ثقافة وفنون

أشرف الريس يكتب عن: ذكرى ميلاد إيهاب نافع

يوافق اليوم الذكرى السنوية الـ 84 لميلاد ” الطيار الحربى ” و ” المُمثل المُخابراتى ” الفنان الكبير و القدير ” إيهاب محمد نافع ” الشهير بـإيهاب نافع و هو الفنان الذى إعتدنا أن نراه دائماً فى صورة الهادئ الوسيم صاحب العيون الجذابة أو الكلمات المؤثرة و المشاعر المُرهفة الذى تحلم به الفتيات و تراه رمزاً للأناقة و الوسامة و مثالاً حياً لفارس أحلامهن و تذكره السينما فى تاريخها فى باب مُمثلى الرومانسية و الهدوء و إذا كانت الأفلام المصرية قد اشتهرت فى خمسينيات و ستينيات القرن الماضى بالنهايات السعيدة كانتصار قوى الخير على الشر أو التقاء الحبيبين بعدما ظنا كل الظن ألا تلاقيا و زفافهما بين الأهل والأحباب و الأصحاب فإن المشهد الأخير فى حياة نافع كان شديد المأساوية و مُفعماً بالحُزن و الحق يُقال أن نافع كان فناناً كاملاً فى بهائه و مُتوَّجاً بتاج ثقيل تُرصِّعُه آلافُ اللآلئ و فى قلبِ كلِّ لؤلؤة مشهدٌ و فكرةٌ و بيتُ شعرٍ و قلبُ شاعرٍ و روحُ أديبٍ و ليالٍ طوالٌ من السَّهر و السفر و القراءة و التدريب الصوتى و الحركى و الروحى حتى وصلت على عربة ملكية تجرُّها خيولٌ عربيةٌ قُدَّت من ماء الشِّعر و الملاحم و الأساطير فتعلّقتِ الأبصارُ بعينيه اللتين تحملان إرثًا هائلاً من فرائد رفيع الآداب العالمية الصعبة التى لا يقوى على مُطارحتها إلا ذوو البأس و ذوو الموهبة من الحقيقيين الذين لا تُدثِّرُهم قشورُ الزَّيف و غُلالاتُ الادّعاء و ذلك بالرغم من ظهوره على شاشة السينما كالسهم و اختفاؤه منها كالبرق ! ألا أن لظهوره السينمائى المحدود دوراً سياسياً بارزاً ليس إلا و هكذا هو إيهاب نافع طيار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الخاص الذي كان وسيطاً فى معاهدة السلام ! .. ولد نافع فى 1 / 9 / 1935م فى حى الموسكى بمُحافظة القاهرة من أسرة ميسورة الحال و إلتحق بالكُلية الجوية عام 1953م و تخرج منها عام 1955م و إجتذبته السينما بالصُدفة البحتة ! لأنه لم يسع لها و لم يكن من إحدى طموحاته أن يكون فناناً على الإطلاق و هو ماصرح به نافع ذات مره فى حوار تليفزيونى حيث قال بالحرف الواحد ” أنا مُمثل بالصُدفة و دايماً كنت أقدم نفسى على أنى ضابط طيار مش مُمثل ! و كُنت أعمل كل جهدى للإلتحاق بطيران الشرق الأوسط و تمنيت أن ربنا يوفقنى عشان أقول للفن وداعاً ” ! و قد سجل عام 1963م أول بداية مشوار نافع السينمائى فى فيلم ” الحقيقة العارية ” بجانب الفنانة ماجدة الصباحى أما آخرأفلامه فكان فى عام 1994م باسم ” لصوص خمس نجوم ” و كان بينهما ما يقرب من 20 عملا فنياً كان أشهرها ” بنات آخر زمن ” و ” للرجال فقط ” و ” الراهبة ” و ” شيئ فى حياتى ” و ” فى طريقى رجُل ” و ” القُبلة الآخيرة ” و ” عصابة النساء ” و ” طريق بلا نهاية ” و ” النداهة ” و ” المُدمن ” و ” زمن الممنوع ” و ” من غير ميعاد ” .. تزوج نافع أكثر من مرة و كانت زيجته الأولى من سيدة من خارج الوسط الفنى تُدعى ” جيهان ” أما زيجته الثانية فكانت من الفنانة ماجدة عام 1963م فى نفس العام الذى ظهر فيه معها فى أول فيلم أما الزواج الأول فكان من إبنة عمة ” ألفت ” التى أنجبت له نجل يدعى ” أيمن ” ثم أنجب غادة من زوجته الفنانة ماجدة كما تزوج أيضاً من صحفية خليجية تعرف عليها فى الاسكندرية ثم تزوجها و تم الطلاق بينهما بعد 12 شهراً فقط بسبب إدمانها للخمور و سيدة أردنية و طلقها بعد أن رفضت أن تعيش معه فى لندن ثُم تزوج من فتاة عمرها 19 عاماً ! و طلقها بعد ثلاثة شهور فقط ثُم تزوج من السيدة ” آمال القاضى ” عام 1990م لمدة سبع سنوات و طلبت الطلاق لسوء مُعاملته لها ! ثم تزوج من فتاة كانت تصغره بنحو عشرين عاماً و طلقها بسبب تحررها الزائد ! كما تزوج نافع من سيدات أجنبيات كان من بينهن سيدة أمريكية من أصل ألمانى تعرف عليها فى اليونان تدعى مونيكا ثم من سيدة أسترالية سافر معها إلى أستراليا حيث قدم مُسلسلاً تلفزيونياً ناجحاً و حصل على الجنسية الأسترالية بعد عرض حلقتين منه ! و إلى جانب عمله الفنى فى ذلك الوقت كان رجل أعمال معروفاً حيث كان يتاجر فى الأخشاب و الأسلحة التى كان يقوم ببيعها لدول عربية مُهمة ! و لكن زوجته الأسترالية كانت مدمنة خمور فطلقها بعد أن أنجبت له ” زكريا ” و ” جوهرة ” اللذين جاءا إلى مصر و عملا فيها لفترة ثم عادا إلى والدتهما في أستراليا ,, أما أشهر زيجاته من الأجنبيات فكانت ” فالترود بيتون ” أرملة رجل المُخابرات ” رفعت الجمال ” و المعروف باسم رأفت الهجان و إنفصل عنها بعد 7 سنوات من زواجهما .. قال نافع فى مُذكراته إن ماجدة كانت تحبه و تطارده ! و ذكر أيضاً أنه كُلما إلتقيت بالمنتج السينمائى ” تاكفور أنطونيان يقول لى ” ماجدة مُعجبة بك جداً و حاتتجنن عليك ” ! و هو ” نافع ” قرر بعد ذلك أن يجبُر بخاطرها ! و يخطبها و دامت الخطبة شهرين و من ثم الزواج و لكن على عكس حديث نافع قالت ” ماجدة ” أنها تعرفت على الطيار إيهاب نافع فى حفل السفارة الروسية بالقاهرة و أصر أن يوصلها إلى المنزل فى ذلك اليوم رغم وجود سيارتها معها ! و قد سارا بالسيارة فى الشوارع لمدة 3 ساعات حكى لها خلالها قصة حياته و مدى إعجابه بها و لأول مرة شعر قلبها بخفقان ! و بعد أيام عدة جاء إلى منزلها ليطلب يدها من والدها و كان هذا هو الحب الأول و الأخير فى حياتها و بأن نافع كان يعشقها أكثر مما تعشقه ! و هو ماجعلها ترتبط به وجدانياً أكثر و أكثر ( و الله أعلم بصدق رواية نافع أم ماجدة من عدمهُما ) .. قال نافع أيضاً فى مُذكراته إنه إستطاع إقناع إسرائيل بأنه عميل مزدوج فكان صديقاً لقائد القوات الإسرائيلية فى ذلك الوقت “عزرا وايزمان ” و الذى أصبح فيما بعد رئيساً لإسرائيل و كان يسهّل دخوله لإسرائيل كما قال أيضاً إنه قام بتوصيل خطاب سرى إلى الرئيس الراحل ” محمد أنور السادات ” من ” وولتر مُونديال ” رئيس الكونجرس الأمريكى فى ذلك الوقت تؤكد فيه الإدارة الأمريكية تعويض السادات عن كل التنازلات التى سيُقدمها لإسرائيل مُقابل إتفاقية كامب ديفيد و قال أيضاً ( و الله أعلم ) إن عُمر سليمان رئيس المُخابرات المصرية فى ذلك الوقت قال له ” انت ابن حقيقى من أبناء الجهاز و أنا شديد الفخر بك ” ! .. كان المشهد الأخير فى تلك الحياة الصاخبة لنافع فكان مؤلماً للغاية ففى السنوات الأخيرة من عُمره أصيب بمرض الشلل الرعاش و فى 13 / 12 / 2006م مر نافع بلحظاتٍ حرجة حيث رقد فى غرفة العُناية المُركزة بالمُستشفى الجوى و هو فاقداً للوعى و مُصاباً بضمور فى المخ نتيجة جلطة شديدة به بالاضافة الى نزلة شُعبية حادة و قد كانت بجواره زوجته الأولى ” جيهان ” و أبناء شقيقيه و فى مساء 30 / 12 / 2006م توقف قلب ايهاب نافع عن الخفقان عن عُمرٍ يُناهز الـ 71 عاماً و شُيع جُثمانه من مسجد السيدة نفيسة الى مثواه الأخير بمقبرة الأسرة بالقاهرة و قبل أن يفارق الحياة كانت الفنانة ماجدة فى الجزائر تتسلم درع المُجاهدين فى حفل تكريمها عن فيلم ” جميلة بو حيرد ” و بعد أن وصلت إلى مطار القاهرة و جدت من يخبرها بمرض زوجها السابق و والد ابنتها فتوجهت مباشرة إلى المُستشفى حيث يرقد نافع و وقفت بجواره تسانده كما حدث في بدايته الفنية و فاجأت الفنانة ماجدة الجميع إثر رحيل زوجها السابق بارتداء ملابس الحداد و أقامت سُرداق عزاء يليق بمكانة الفنان الراحل السياسية و الفنية و الاجتماعية بعد أن استدعت ابنتها غادة و زوجها ” آزاد ” من ايطاليا حيث كانا هناك و شاركت مع إبنتها فى تلقى العزاء من أصدقاء و مُحبى زوجها السابق .. رحم اللهُ إيهاب نافع و تجاوز عن سيئاته و أسكنهُ فسيح جناته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى