ثقافة وفنون

أشرف الريس يكتب عن: عيد ميلاد شريفة ماهر

يوافق اليوم عيد الميلاد الـ 87 للفنانة المُتميزة ” هُدى ماهر الكفراوى ” الشهيرة بشريفة ماهر و هى الفنانة التى تُعدُ من إحدى الوجوه التى لن تنساها السينما المصرية و التى إعتاد الجُمهور على رؤيتها فى أدوار المرأة المُتسلطة المُستبدة قوية الشخصية و أحيانا المُثيرة الشريرة و بقدر ما كرهها الجمهور و هى تؤدى أدوار الشر على الشاشة الصغيرة بقدر ما أصبحت أعمالها الفنية علامة مُتميزة لموهبتها الكبيرة و أدائها القوى أمام الكاميرات لدرجة أن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أُعجب بها بمُجرد أن رآها و تنبأ لها بمُستقبل فنى باهر و رغم أن ظهورها لم يكن بمساحات كبيرة لكنها كانت مُختلفة في هذه المساحة البسيطة التى كانت تتاح لها فهى لم تكن من الفنانات اللواتى مَررن مُرور الكرام على السينما المصرية لأنها قدمت الكثير من الأعمال السينمائية التى تركت بصمة قوية فى عالم الفن فهى من الفنانات التى تصلح حياتها بأن تكون قصة سينمائية بدأت مُنذ ولادتها و طفولتها القاسية التى عاشتها مُروراً بكفاحها و مُعاناتها لإقتحام عالم الفن الذى كان يُمثل لها كل شئ فى الحياة ثم سفرها المُفاجئ للعيش فى السويد و تحجبها رغم نجاحها فى عالم الفن الذى إستطاعت بفضل موهبتها فيه أن تلعب دوراً رئيسا فى السينما العالمية ! .. ولدت شريفة فى 30 / 9 / 1932م بحى حُلوان بمُحافظة القاهرة و تلقت تعليمها فى إحدى المدارس الفِرنسية و قرر والدها تزويجها و هى لم تتعد بعد الـ 15 عام من عُمرها فوافقت رغماً عن أنفها و لكنها رغم ذلك ظلت على عهدها للفن و السينما تقتنى صور المُمثلين و المُمثلات من أى سبيل و بُكل وسيلة لتملأ فراغ بيتها و خيالها و تعوض بها حياتها عن ذلك الزوج الغير مرغوب فيه ! و رغم فشل زيجتها إلا أن والدها كرر التجربة و زوجها مرة أخرى من أخر يكبرها بعشرات السنوات و إنتهت زيجتها بالفشل مرة أخرى أيضاً ! .. نجحت شريفة بعد مُحاولات مُضنية فى دخول الإذاعة و قطعت مرحلة أكبر حينما التقى بها ” حسن ماهر ” و كان أحد المُشتغلين بالإنتاج السينمائى فظهرت فى أدوار الكومبارس حتى التقت المُخرج حلمى رفلة الذى قدمها لـ “عبد الوهاب ” الذى أبدى إعجابه بها متنبئاً لها بمُستقبل فنى مُتميز و قرر أن يتعاقد معها لمدة 3 أعوام و إختار لها إسمها الفنى ” شريفة ” و تم إسناد دوراً كبيراً لها في فيلم ” بلد المحبوب ” مع سعد عبد الوهاب فى عام 1951م و إخراج حلمى رفلة و وضع قصة هذا الفيلم أبو السعود الأبيارى لتنطلق شريفة بعد ذلك فى عالم الفن كمُطربة و مُمثلة و من أشهر أعمالها فى التليفزيون ” ساعة لكل الناس ” من إخراج سعيد الرشيدى و ” لحيم إمرأة ” و ” عزيز على القلب ” و ” أوراق مصرية ” و ” برديس ” أما فى السينما فكانت أشهر أعمالها ” أبناء الشيطان ” و ” المصير ” و ” كلمة السر ” و ” الفُرن ” و ” كرامة زوجى ” و ” العُقلاء الثلاثة ” و ” تحيا الرجال ” و ” قصر الشوق ” و ” الحياة حلوة ” و ” فاتنة الجماهير ” و ” رابعة العدوية ” و ” جفت الدموع ” و ” من رضى بقليلة ” و ” إزاى أنساك ” و ” أعز الحبايب ” كما تعد شريفة الوحيدة من بنات جيلها التى لعبت بطولة 4 أفلام مع فطين عبدالوهاب و هى ” إسماعيل ياسين في البوليس ” و” الفانوس السحرى ” و “كرامة زوجتى ” و” المدير الفنى ” و نظراً لإجادتها اللُغتين الفرنسية و الإنجليزية شاركت فى أفلام أجنبية عدة أبرزها ” ابن الصحراء ” أمام ( ميمو دراولا ) و ( روزال بانيرو ) من إخراج ( ليوناردو شيفرانى ) و حصُلت على الدور الرئيسى فى الفيلم الإيطالى ” كندار الذى لا يُقهر ” أو عام 1965 و ظهر معها الفنان عُمر ذوالفقار و حسين قنديل و سُهير رضا و شاركها البطولة ( مارك فورست ) من إخراج ( أوزفالدو سيفيرانى ) و تأليف ( روبيرتو جيانفيتى ) و قصة و سيناريو ( أليساندرو فيراو ) ,, تزوجت من بطل الإسكواش ” عبد الواحد عبدالعزيز ” و سافرت معه فى السبعينيات إلى السويد و إستقرت هناك لفترة طويلة إبتعدت فيها عن الفن و أنجبت ابنها الوحيد المُمثل ” طارق عبد الواحد ” الذى شارك فى أعمال ” أبناء الشيطان ” و ” لو كان ده حلم ” و ” الطريق إلى الحقيقة ” .. فى أوائل الألفية الجديدة عادت شريفة ماهر إلى مصر و قررت العودة إلى الفن و المشاركة فى عدة أعمال منها فيلم ” المصير ” ليوسف شاهين و أيضاً من خلال تأسيس شركة إنتاج حملت إسم ( هوليوود ) و قامت بإنتاج عدة أعمال أشركت فيها إبنها طارق إيماناً منها بموهبته فى التمثيل و قالت عن فترة إبتعادها عن مصر ” أنا لم أعتزل الفن يوماً و احداً و لم أغب عنه طوال الفترة التى قضيتها فى السويد لأن الفن فى دمى مُنذ الصِغر و أثناء سفرى كنت أتابع السينما تحديداً و الفن فى مصر بشكلٍ عام من خلال المحطات الفضائية و الشرائط التى كانت تصلنى أولاً بأول إلى جانب إننى لمست أن ابنى الممثل الشاب طارق عبد الواحد يمتلك موهبة حقيقية و تأكدت أنها لن تتحقق إلا فى مصر لأن بلداً مثل السويد رغم تقدمها الكبير إلا أنها ضعيفة جداً فى مجال الفن ” ! .. آطال اللهُ فى عُمر فنانتنا الكبيرة و بارك فى صحتها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى