فيس وتويتر

صلاح زكي احمد يكتب …أيام طه حسين

… لا أبالغ اذا قلت : إنّ من لم يقرأ ” الأيام ” ل ” طه حسين ” ، قد فاته الكثير ، عٍلماً ودّرساً ولغة ونثراً ، فقد جّمع هذا المفكر العظيم سنوات حياته في ثلاثيته الرائعة تلك….
ورغم قرأتي لهذا العمل مُتفرقاً بين الجزء الأول والثاني والثالث على فترات مُتباعدة من حياتي ، فان مُتعة القراءة والمعرفة والصحبة لطه حسين ، لم تتحقق إلاّ عند هذه القراءة الشاملة للأجزاء الثلاثة دون توقف ، فالرجل جّمعّ بين اسلوب غاية في الجمال ، والدقة في اللغة ، والحكمة في كل موقف ، واستخلاص الدروس والعٍبّر من مواقف شّتىّ مّرّ بها طوال رحلة حياته الصعبة والثرية في آن !!
واضاف الى ذُلك كله أبعاداً للحقيقة لم يخجل من ذكرها ، إذ قال رأيه صريحاً ولم يتردد في قولها ، حتى لو كان به ضرراً وعّنتاً ….
لكن ثمة ملاحظات بدت لٍي تعليقاً على هذا العمل الفريد الجميل ، أقولها وأنا خّجٍل ، فأنا من مريدي العميد على صعيد الفكر والتواضع والانسانية ، فهو بالنسبة لي بمثابة الأب الحنون !!!
أول الملاحظات :
أن السِّرد ليس فيه من التكرار إلاّ ماهو نادر ، فالرجل يُفتِش في ذاكرة الأيام ويُملي مايراه على من أملاه…
أما الملاحظة الثانية ، فهي الأهم : فقد لاحظت على طول الرحلة ، أن طه حسين لم يذكر أسماء من عّايشهم وعرفهم ، ومن تّعلّم منهم ، فلم نٍعرِف أسماء أشقائه ، ولا اسم أصدقاء له زاملوه إلاّ فيما ندر !!!
ولم يأتي على ذكر الكثير من زعماء السياسة المصرية خلال رحلته العلمية والانسانية … ولذلك اضطررت الى الاشارة في هامش المُجلد الذي يزيد عن خمسمائة صفحة الى التعريف بما غمضّ في النص الوارد على لسان الدكتور طه ، وظني أن ذلك أنّفّع للناس وللشباب خاصة اذا قدر لهذا السٍفر أن يُعاد طباعته ، فنحن اذا لم نقدم للجيل الطالع ما نعرفه ، فنحن الخاسرون ، فهم الأبقىّ ونحن الراحلون ……
تحية ل” طه حسين ” في كل عصر وحين ،،، فقد ترك فينا مايستوجب المحبة وعظيم الاحترام والإمتنان … )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى