فيس وتويتر

سيف سالم يكتب ….السريالية السياسية والدعارة الوطنية

حين نتحدث عن السريالية فمن واجبنا كطابع الوفاء أن نتحدث عن السريالية في الأدب الفرنسي، حيث تجسدت في الفن التشكيلي ، من أمثال “دالي” الإسباني في القرن العشرين, أقر شخصيا أن السريالية هي تعبير عن أزمة المجتمع، وتكمن جذوره الفلسفية في الفرويدية، حيث ركّز الفن السريالي على وصف الكوابيس، والهلوسات، والحالات المرضية، والتشاؤم اليائس، وقسْ على ذلك، على نحو ما تمثله لوحات “دالي” و”كوبان” وغيرهما.. أما في ميدان السياسة، فيعتبر رئيس حركة النهضة زعيما “للسريالية السياسية”، ومعلوم أن السريالية تلغي العقل تماما، وتزدري منطق اللغة التي لها مقابل في الواقع؛ لهذه الأسباب تجدهم لا يعرفون مفهوم الحرية، ولا معنى المقدس، لأنهم يتميزون بالاحتقار تجاه الواقع، والحياة نفسها…

الدولة هو اسم أكثر الوحوش برودةً، وبكل برودة تكذب أيضا؛ تخرج من فمها الأكاذيب قائلة: أنا الدولة، أنا الشعب، وهذا كذب” وونقصد هنا الغنوشي، الحكومة وصحافتها الموالية لها يكذبون على الشعب باسم الشعب؛ ويمزقون تونس بدعوى الوحدة الوطنية ويدمّرون القيم باسم الحرية ، وهذه التناقضات تبدو واضحة في السريالية التي ينهجها “الغنوشي “.
إن صحفي الصف الثاني لراشد الغنوشي وحكومته هم صحفي البلاط ، وهنا نقول هو التعبير الصادق عن مجتمع انهارت قيمه، وذهب حياؤه، وصار المدح هو ضالته، ولا أدل على ذلك الا مانراه الان في المشهد الكاركتوري السياسي داخل قصر القصبة ، نحن في مجتمع انحل بشكل كامل، وينحو نحو الشذوذ في أخلاقه، وفي فنه، وفي سياسته؛ وهو ما يمكن أن نسميه: (الدعارة الوطنية)، وهو ما يذكّر بالمجتمع الروماني قُبيل انهياره، وسقوطه الكارثي كما يحكي لنا التاريخ بالتفاصيل الدقيقة.. وعلى هذا الأساس، لن نجازف بالقول إذا اعتبرنا ان الامريكان (الداعمين للغنوشي) هم الرومان الجدد خُلقا، وسلوكا، وسياسة، بالإضافة إلى الوضع اللائح وعظيم الفضائح؛ فليس غريبا أن يتحول المجتمع التونسي إلى “صادوم وعامرة” بعد تقديم تشكيلة الحكومة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى