فيس وتويتر

عمر بطيشه يكتب ….نظرة مقارنة

1- يحزننى كثيرا هذا التدنى اللغوى الواضح المتمثل فى انتشار الأخطاء اللغوية والإملائية الساذجة على صفحات التواصل الإجتماعى وأيضا هذا التدهور الثقافى المتمثل فى جهل تاريخ مصر ورموزها الذين بنوا مؤسساتها وأطلقوا قواها الناعمة
والحقيقة أن أجيال الآباء المؤسسين تلقوا تعليما أفضل ومعظمهم استكملوا تعليمهم العالى فى أحسن جامعات أوروبا بل إن كثيرا من المصريين كانوا يصيفون فى أوروبا بأرخص تكلفة كما نصيف نحن الآن فى الساحل الشمالى!مما أتاح للطبقة الوسطى قائدة المجتمع أن تشيع فى مصر مناخا غنيا بالتنوير وعشق العلم والثقافة والفنون الراقية..ولم يكن غريبا أن يحرص كل بيت على وجود مكتبة حافلة بالمجلدات والأطالس والقواميس..بل ووجود بيانو فى بيوت كثيرة..لذا حين كانت أم كلثوم تغنى سلوا كئوس الطلا كان جمهور حفلاتها يفهمها ويتفاعل معها..وأشاعت طبقة المثقفين جو التسامح والتعايش مع الآخر دينا وعرقا ومذهبا فأضحت مصر وطنا للجميع المسلم والمسيحى واليهودى بل والبهائى بل بل والملحد! وملاذا آمنا لليونانى والإيطالى والأرمنى وكل العرب..يعملون ويقيمون ويتاجرون ويكسبون بلا مضايقة..بل أصبح بعضهم نجوما للفن والتجارة والصحافة والصناعة.. وحين صدر كتاب “لماذا أنا ملحد”فى عام1936 لم يتم قتل صاحبه وكان الرد عليه فقط بكتاب “لماذا أنا مسلم”!
فهل ننتبه الى خطورة الردة الحضارية التى نهوى فيها منذ عقود والى الإنغلاق الذى فرض علينا واغلق كل النوافذ وفتح علينا فقط ريح السموم الوافدة بالوهابية.. أم أن لقمة العيش ألغت كل اللقم الضرورية للإنسان:”ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى