كتاب وشعراء

القدر يسير…بقلم محمذن محمد الأمين/موريتانيا

لم يكن يدور بخلدي في يوم من الأيام أن تضحياتي بكاملها سترمى من الشباك وبدون أي مبالاة بي أو بما قد يحدث لي جراء ذلك العمل الرذيل .. وهدر تعبي سدى

لم أتوقع لحظة من اللحظات أن يتنكر لي من كنت له بمثابة الممرض لمريضه المصاب بغيبوبة بعد صدمة تعرض لها ذات مساء .. هذا الدكتور وحده القادر على أن يعالج هذا السقيم وأن ينتشله من وضعه المبكي وأن يعيد له حياته وسعادته ..

أتعلمُ ياهذا؟ كنت أتوقع كل شيء! نعم اتوق كل حدث غريب! لكن الخيانة ومنك لا!؟ كيف لا ، وهذه حقبة زمنية مخيفة لايستنكر فيها شيء أبدا .. لكني جعلتك في مكان يصعب علي جدا أن أنظر اليك مشتبها فيك أو في صدقك معي أو مراقبة معاملاتك وما خلفها .. لا أبدا لم أكن أهتم بما خلف الستار ..

نعم توقعت أن يخونني الصديق الذي قدمت له نفسي كفداء له عدة مرات مختلفة!

توقعت غدر الأهل والأقارب ومكرهم إذ لايهتمون بغير أنفسهم ومصالحهم .. بلى سيبجلونني ويمسحون الارض أمامي ومن خلفي ماداموا يرون مصلحتهم في وعندما يأتي الدور علي أو أحتاجهم سترى الاعذار والكذب والنفاق وكل سبل الفرار ..

توقعت أن تكسر جناحي! لكن أنت لا، توقعت كسرها من تلك العجوز المسكينة التي وجدتها مرمية ذات ليلة مرمية على بعد أمتارٍ من الأحياء السكنية في “كبت مندز” وكانت فقيرة لا أحد يعيلها ولا أحد يهتم بصحتها نعم إنها ضحية من ضحايا التشتت الأسري .. ثم أخذتها الى منزلي وعالجتها ثم أطعمتها وبعد كثير من الاعتناء بها تعافت فا خترت لها غرفة من منزلي الصغير لتسكن فيها وتعيش معي أنا وأسرتي الصغيرة التي تتكون من زوجي ثم ولدان وبنت، قدرلي بعد ذلك بثلاثة اعوام أن أصاب في حادث سير لتاتي سيارة الاسعاف لتقلنا الى المستشفى المدني ثم أعطيت الممرضة رقم العجوز لتتصل بها وتخبرها بحالتي لانها دونا تنام متأخرة .. لتخبر الباقي أني بخير وأني في المستشفى المعروف ب “الطب لكبير” ليأتوا للزيارة صباح الغد لكنها تنكرت لهم وفضلت الغوص في نومها العميق متناسية الحالة التي وجدتها فيها قبل أعوام مكابرة مفضلة النوم والتنكر على الإيمان بالحقيقة ومحاولة رد المعروف ولو بالقليل .. فالقليل منها مان مقبولا .. لكنها رفضت .. نعم ، لقد كسرت الجناح الذي حملها مذ زمن ..

نعم لقد كانت خيانتك لي أسوء جدا من تنكر ريال مدريد ل “كاسياس” و وتجاهلها لمطالب “رونالدو” التي أدت بغيابه للأبد ، نعم كانت لحظة تعيسة كحين أخبر ذلك المشلول أنه سيتعافى و من شلله الرباعي ولما يصرخ فرحا حتى أخبره الدكتور اللإنساني أنها مزحة وأنه لاوجود لشفاء لشلله وأنه سيبقى على الكرسي فابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم وانفجر باكيا وكانت الصدمة الحقيقة إذ دخل غيبوبة استمرت ٣ ايام ثم توفي .. تبا للإنسانية ..

تعلمنا الغدر والخيانة من الساسة إذ يقتل الأخ أخاه الوحيد من أجل الوصول الى كرسي السلطة ، تعودنا غدر الصديق بصاحبه طمعا في مضاجعة حبيبته الجميلة الهادئة .. تعودنا الوانا من القدر لكن أن يخون الرجل أمه بعدما اعتنت به حقبا حتى اشتد عوده ينكر الجميل بل ويبادل الاحسان سوءً .. تبا إننا لفي حزن كبيير !

نعم ستبقى تلك الخيانة ذكرى مؤلمة تراودني كل لحظة وحين وتحاصرني في زاوية من الظلام الدامس وعيناي تنهمر دما .. اليمانية هي سبب كل أوجاعي و آلامي وأحزاني .. تبا لقلبي البسيط ، أحببتك بقدر ما تعشقين المالَ وتهرولين خلف كل ثري !

وَصَارَ اللَّيْلُ مُشْتَمِلاً عَلَيْنَا :: كأنَّ الليلَ ليسَ لهُ نهارُ

وَبِتُّ أُرَاقِبُ الْجَوْزَاءَ حَتَّى :: تقاربَ منْ أوائلها انحدارُ

– كان الصّمت عزائيَ الوحيد في عالم لا يعترفُ إلا بالصّخب!

– توقعت كل شيء فعلا الا أن أباع وحبي بالدولارات …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى