كتاب وشعراء

ربما كنتُ أقوى شخص في العالم.. بقلم مريم الأحمد سوريا

ربما كنتُ أقوى شخص في العالم..
لا أختنق بحجر..
لا أنزلق في هاوية..
لا تسحقني عاصفة..
أمضي.. إلى عملي.. كأنه اليوم الأخير..
أودّع أصدقائي.. و طلابي.. بنظرة درامية خطيرة..!
لكن في الصباح التالي.. أعود..
بالابتسامة ذاتها..
لأقول.. صباح الخير..!

هذا شعور قديم.. ورثته..
يقول لي.. أنت تفقدين العالم..
و الأخطر.. أنك تفقدين نفسك ..
قبل أن أعدّ فنجان القهوة..
أتذكر أني..
سأشربها لوحدي.. و هذه نعمة…
لستُ على بال أحد.. في هذا العمق الهادىء..
هناك ما يجرّني للخلف.. يتدلى من حنجرة جريحة..
من شفاه نازفة..لأناس فقدوا أجزاءهم..
و فقدتهم..

ليس ما أراه حقيقي…
لا شيء سوى.. هذا الليل..
قهوتي ليل آخر شهي..
تعربش الرائحة.. على جسد الليل اللامع..
على الشرفة الباردة..
قهوة تطفئ الأضواء..
تتسلل إلى القلب الدافئ..!

أي احساس!
ليس حزناً..
ليس.. قلقاً..
هو موت.. يغمض عينيه و يمسك ظلي..
يطالبني كالطفل أن أبيتَ عنده..

ليس ضجرأ..
لكن الدموع على شفتيّ..
لا تفِ الليل عمقه..

قهوتي.. ترفٌ الآن..
الآن… هذا العميق جداً.. الحزين جداً
رغم كل التقارير.. و التصريحات..
أن الأمور في القمة..
أن الجرح في القاع.. يُشفى..
لكن الناس..
الناس الذين.. يسدّون أذن السماء..
و السماء..
تهبط.. أكثر.. تطلق صيحة رعب..
و تهرب..
إلى سماء أبعد..!

قهوتي.. باردة..
أضحك.. وحدي..
هدير السيارات.. التي تستفز الصمت..
لا شيء حقيقي..
كل ما أراه..
لا شيء يشبه هذا الليل..
سوى حرب.. تشرب أرواحنا..
و قهوتنا..
و دمنا..
تسبقنا إلى المرايا..
و تتدلى من عيوننا.. كأطفال مشاغبين..
على حواف السطوح..
تخطف الحلوى من تحت السرير..
هناك..حيث..
خبأت أمي فستاني الجديد..
و..
خبأتني.. ليوم العيد.!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى