تصريحات جورج بومبيو وزير الخارجية الأمريكى التى أطلقها اليوم من أديس أبابا شديدة الخطورة ، وتنسف بيانات وزارة الخارجية المصرية حول سد النهضة من أساسها. قال بومبيو فى التصريحات التى إذاعتها الفضائيات العالمية أن الأمر قد يتطلب أشهرا للوصول لاتفاق بين مصر وإثيوبيا ، وأن مهمة أمريكا هى جمع الأطراف حول المائدة وليس فرض حل عليهم ، وأن هناك قضايا كثيرة يتعين العمل للاتفاق عليها . واضح ان هذا يناقض تماما بيان الخارجية المصرية التى حاولت طمأنة المصريين بالزعم أنه تم التفاهم على غالبية القضايا ، وأن الاتفاق النهائى قبل نهاية فبراير . من الواضح جدا أن عدة شهور أخرى تعنى أن أثيوبيا ستبدأ حجز وتخزين المياه بدون اتفاق ، وواضح أيضا أن الوسيط الأمريكى لايلعب كما هو متوقع دور وسيط معنى بالتوصل لتسوية عادلة ، وهذا هو الفخ الذى حذرنا الإدارة المصرية من الوقوع فيه ، ولكنها سارت نحوه مختارة وبمحض إرادتها . الوضع يزداد خطورة ،وكل منهج الحكم المصرى فى إدارة هذا الملف الأكثر خطورة لمصر وامنها وحياتها نهج فاشل بشكل مؤكد ، وبدلا من أن يعترف باخطائه المتوالية القى اللوم كله على الشعب المصرى الذى ابعده عن المشاركة ، و حجب عنه كل المعلومات . إن ما يحدث يدفعنا لعدم الثقة بالفريق المفاوض سواءا كان وزير الخارجية أو وزيرالرى ، ويطرح ضرورة وضع كل الحقائق أمام المصريين ، واشراكهم فى البت فى هذا الأمر الخطير. وبالتأكيد فإن أحد الأسباب الجوهرية لإضعاف الموقف المصرى فى تلك القضية ، و ماسبقها ، هو تغييب الدور الشعبى . فاستقواء اى سلطة على الشعب هو الوجه الآخر لضعفها فى معالجة الملفات الخارجية مع دول العالم الأخرى.