الفوز الكاسح للأصوليين في الإنتخابات البرلمانية الإرانية مؤشر على توجهات أكثر تشددا لإيران في المرحلة المقبلة، فقد تلاشت تماما أي فرصة لمفاوضات مع الولايات المتحدة، سواء حول الملف النووي أو السياسات في المنطقة، وستصبح إيران أكثر تشددا مع أوروبا، ولن توافق على تمديد مفاوضات لم تثمر عن شيء حول الإتفاق النووي، وستنعكس تلك السياسات على موقف أكثر صدامية مع السعودية والإمارات وإسرائيل، وفي الداخل يميل الراديكاليون إلى الإعتماد على قطاع الدولة، والضييق على القطاع الخاص، لزيادة الإعتماد الذاتي وتجنب ’ثار العقوبات، رغم أن إيران من أكثر الدول إعتمادا على الذات في الصناعة والزراعة والدواء بمعدلات تصل إلى إكتفاء ذاتي صناعي يتجاوز 80%، واكتفاء ذاتي صناعي ودوائي بنسبة تتجاوز 95%، لكن التيار الراديكالي يتهم الإصلاحيين بأنهم تركوا مساحة واسعة للقطاع الخاص تعد ثغرة في الإقتصاد المستهدف من جانب الولايات المتحدة وأوروبا ودول خليجية.
البرلمان الإيراني له صلاحيات واسعة رغم أن النظام الإيراني رئاسي، فقد رفض البرلمان برنامج الحكومة أكثر من مرة، وأدخل تعديلات عليه، ويجري استجوابات للرئيس والوزراء، وأطاح بستة وزراء بعد استجوابهم، وسحب الثقة منهم، ويقود البرلمان علي لاريجاني وهو من أبرز شخصيات النظام، ومرشح متوقع لرئاسة إيران، في الإنتخابات التي ستجري العام المقبل
