رؤى ومقالات

صلاح جاهين و شعر النكسة …… بقلم : زيد الطهراوي

مقال من كتاب “بلسم المسافات”

صلاح جاهين و شعر النكسة / بقلم: زيد الطهراوي

ـــــــــــــــــــــ

الشاعر الذي كتب بلهجة الشعب “صلاح جاهين” هو الذي مجد “ثورة يوليو” ومجد قائدها “جمال عبد الناصر”و مجد جيشه في معركة 1967 قائلا: (راجعين بقوة السلاح )تلك المعركة التي تحولت الى نكسة و أصيب الشاعر بالاكتئاب بسببها و لكنه كتب بعدها قصيدته :(الحياة بقى لونها بمبي) و “بمبي” :احدى درجات اللون الأحمر الفاتح .
و تفرق الناس الى قسمين :
قسم يريد اخراج الشاعر من حالة الاكتئاب و قسم يعاتبه لأنه أراد ان يضفي اللون البامبي على مرحلة الهزيمة و ما بعدها و قد وقف أمامه أحد أعز أصدقائه وهو “نجيب سرور” يخاطبه بصراحة و شدة :(بمبي يا صلاح بمبي؟) و أجاب الشاعر الفريق الأول بقوله :(جينا نغني للناس قمنا غنينا عليهم) و هذا اعتراف منه بأنه زين و مدح ما لا يستحق التزيين و المدح فكيف يحمل الجنود المصريون اسلحة روسية ترتد على حامليها ؟ هناك إهمال أو خيانة و كلاهما مر أما الفريق الثاني الذي عاتبه بشدة فقد بكى الشاعر أمامه و بكاؤه هذا يحمل قوة و شجاعة الاعتراف و لكنه ايضا أجابه لا مباشرة و لكن بأبيات رائعة استمرت تنسج خيوط محاولة معرفة أسباب الانكسار ليلبس هو و شعبه ثياب النهوض من جديد لا ثياب التغاضي و تزيين الهزائم
و توالت رباعيات “جاهين” و قصائده الباكية الواثقة و تقبلها الشعب بشوق فقد صدرت من شاعر من ابناء مصر معاصر وقف و اطلق اشعاره بانتظار النصر و ها هو الآن يطلق اشعاره معالجا اسباب الهزيمة
نقرأ مع صلاح جاهين قصيدته: “على اسم مصر”
(على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب
وبحبها وهي مرمية جريحة حرب
بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب)
و قد اختلفت الأخبار عن اسباب وفاة الشاعر فمنهم من وجه الاتهام الى النكسة التي ادت الى اكتئابه ثم الى وفاته و منهم من اختصر الطريق فاتهم صديقه الذي عاتبه بشدة منكرا عليه ان يفرح بعد النكسة و لكن ابن الشاعر حسم الأمر بعد أن وضح للجميع أن والده كان يعاني من أمراض كثيرة اضطر بسببها الى ان يتناول اكثر من دواء فتفاعلت هذه الأدوية تفاعلا سلبيا أدى الى وفاة الشاعر الوطني المبدع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى