كتاب وشعراء

عيناك مقبرتي ……. شعر : محمود سنكري

(عيناك مقبرتي)

بطهر نور الإنجيل و القرآن
أذوب فيك حتى اجتلائي
بعينين مثل اتساع الأكوان
أحبك حتى يتم انتهائي
إلى أن أنسحق رمقاً رمقاً
بحسن ملتهب لا نهائي
حتى أتلاشى جمراً ثم رماداً
في عينيك قدري و قضائي
كي أحس أنك جنتي وجهنمي
كل أرضي و سمائي
أحبك مقتولاً وقاتلاً وجحيماً
أنا عشقٌ بلونٍ كربلائي
أخضرُّ بكِ و ينبت الياسمين
في عينيكِ من دمائي
قصائداً تعرش نجوماً .. لأرفعها
قبل أن تسقط سمائي
لن تنسحبي مني فأنا أسكنك
منارةً و قلعةً للشهباء
أخطئ في عدّ يديك فعدُّ شروق
النهار كل عنائي
أشرد كرائحة البساتين إليك
يا كل دائي و دوائي
بروح مثل مجرات البيلسان
أقرأك فأنت ارتقائي
لك وجه من نجوم و أقمار
جبله الله سماءاً للسماءِ
في يديك كل تاريخ الورد
أفواجاً تجتاح نقائي
أحبك شجراً …… لا أموتُ
أخضرٌ أنا يستحيل انطفائي
وهج حبك يسرح في شراييني
ملء روحي وصفائي
أحبك لهيباً و حمماً لا تهدأ
وبراكين تتفجر ورائي
غيبوبةٌ أنا في عينيك لا أعود
إلى يوم الدين أنت شقائي
أحبك لأصير بعد موتي قبساً
يستحيلُ قبري ضيائي
تتزين أنهار الجنة لحبنا دفقاً
بخلخالٍ متجدلٍ كستنائي
أنا لست أنا …… و تهتُ مني
بين جنون صمتي و رغائي
أحبك تقمصاً توحداً و دفناً
فأنت قبري و بقائي
بقلمي #محمود_سنكري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى