فيس وتويتر

زهدي الشامي يكتب :إعلان صريح بفشل تلك المفاوضات العبثية

بيان الخارجية المصرية اليوم حول سد النهضة إعلان صريح بفشل تلك المفاوضات العبثية ، حتى بعد أن ادخلوا فيها فى الشهور الأخيرة أمريكا والبنك الدولى مراقبين ، بل ربما وبفضل تلك المشاركة التى تعد فى رأيي غير مرغوبة أصلا . ويلفت النظر مايلى :
اولا – اشارة البيان إلى مراحل التفاوض المضنى على مدار الخمس سنوات الماضية ، و التى لم تؤت ثمارها . فهل كانت الخارجية والحكومة المصرية بحاجة لخمسة سنوات كاملة لكى تكتشف أن إثيوبيا تماطل لكسب الوقت ، وأن المفاوضات غير مثمرة ،أو لنقل فاشلة وعقيمة؟
ثانيا – كررت الخارجية ما سبق أن ذكرته من إنها تفاوضت طوال هذا الوقت بحسن نية ، ولكننا نعتقد أن من ما يسمى حسن نية مايدخل فى باب التساهل والغفلة ،وأن المطلوب من المفاوض المحترف الملتزم هو على العكس الحيطة والحذر .
ثالثا – يوجه البيان الشكر للإدارة الأمريكية على الدورالذى تقوم به ، ولاندرى علام الشكر على دور لم تكن له نتيجة أو ثمرة .
رابعا – يعلمنا البيان أن مصر قامت بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق المطروح الذى أعدته الإدارة الأمريكية، وتدعو السودان وإثيوبيا إلى التوقيع بالمثل . ومعروف أن إثيوبيا لم تحضر جولة المفاوضات أصلا ،و أن مصر بذلك توقع بشكل منفرد على اتفاقية دولية المفروض انها مع أطراف أخرى ، وذلك أمر لا معنى له ويعتذر فهمه .
خامسا – التساؤل الأخير الآن هو ماذا نحن فاعلون بعد أن أهدرت الإدارة والمفاوضون المصريون أكثر من خمس سنوات فى تفاوض عقيم بلا طائل ، ولم يتبق سوى أربعة شهور فقط على ماتنتويه أثيوبيا من بدء ملئ السد ، بما يعنيه من منع المياه عن مصر ، والذى يمكن أن يقوموا به فى فعليا بدون توقيع اتفاق عادل ، فما هى خيارات مصر وبدائلها التى امتنعوا عن استخدامها طول هذا الوقت ، ومتى يعلمون الشعب المصر بالحقائق كاملة ، لتمكين الشعب وهيئاته وخبرائه من المشاركة فى قراراته المتعلقة بهذه القضية المصيرية ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى