كتاب وشعراء

ليندا عليتي تكتب : بيني و بينك لقاء

لا يقاس حبّ الأشخاص بكثرة رؤيتهم فهو استوطن قلبي رغم فقر اللقاء .. عاش جار الوريد بقلبي رغم بعد المسافات .. ها هي بعد العاصفة تأتي المطر و بعد غيوم الشوق تشرق شمس اللقاء بيننا ..
بعد مكالمة هاتفية أخبرني فيها أنه سيأتي للقائي لم أستطع السيطرة على نفسي من شدّة الفرح حتى انني دخلت في حاله هستيرية أحقا سنلتقي ؟ هل أخيرًا سنحقق كل ما حلمنا بيه و تحدثنا عنه في رسائلنا الإلكترونية سيصبح حقيقي ؟ هل سأحضى بيوم مع من أحبّ !! مهم تعددت وسائل الإتصال إنها لا تعادل فرحة لحظة اللقاء ? كثيرًا ما حظيت باللقاء في منامي تحدثني الأحلام أني أراه و كم تمنيت أن تكون أحلامي يقين .. تحقق حلمي الجميل و انطوى دهر الشوق و سيتصّل حبل اللقاء بالحبيب غدًا ? لكن لو تعلموا ماذا يحدث لقلوب العشاق وهم في انتظار الموعد ؟
لم أستطع أن أغفو لحظة ليلتها حاولت كثيرا النوم لكن دون جدوى.. لحظة أتحاور مع ركن من أركان غرفتي و لحظة أحدث مرآتي عن فيض الشوق ؛ لا أعلم كيف لهذه الليلة الطويلة أن تمضي .. فتحت النافذة و نظرت للسماء أعدّ النجوم على نوم خفيا يحملني بعيدًا عن طيف لقائك إلا وجدت نفسي أقول يا قمر طلّ على حبيبي و أخبره حبيبتك سهرانة تعدّ النجوم و تدعي لك .. زاد توتري عندما جاءت رسالة منه في وقت متأخر يقول ( غدًا اللقاء حبيبتي ) و على ضوء رسالته الصباحية فتحت عينيا لنستقبل يومنا الموعود بدأت بتجهيز نفسي قبل اللقاء .. حاولت تجنب اي شيء يكون ضيق في ملابسي و أخترت أكثر شيءٍ جميل و محتشم ” فستان ناعم اللون و هادئ وضعت معه سلسال طويل و ساعة يدوية ، حرصت على أن لا أرتدي أي نوع من الاكسسوارات ذات الصوت ، ثم عملت على وضع القليل من احمر الشفاه الخفيف فقط ، فأنا أعلم إنه لا يحب فتاته لفيتت للأنظار بزينتها كما أن قاعدته دائمآ تقول < كلما كان وجهكِ ناعمًا طبيعيًا كلما كان أجمل فملامح وجهكِ الطفولية تختفي بأدوات الزينة .> و كانت آخر لمسات تجهيزي نفسي وضع العطر إخترته بحرص شديد لأن الرائحة في أول لقاء مهمة ستعيش معه مدة و سيشعر بنسيم رائحتك معه كلما اشتاق لكي لي ذلك اخترته عطرًا خفيف ، طيب الرائحة لكن دائم بالقلب وضعته اعتدال كي لا يزعجه و يشتت تركيزه . ألقيت نظرتي الأخيرة على المرآة و رسمت بسمة صغيرة على وجهي و قلت حان وقت اللقاء .. وصلت لمكان اللقاء و في قلبي كل الشوق و الاشتياق ما أحلى تلك المشاعر التى تنتابنا قبل اللقاء بدقائق و ما أرقى تلك الأحاسيس و ما أصدق رعشت القلوب العاشقة المشتاقة .. ماهي إلا لحظات قليلة و رأيته يقترب جاءت عيناي مباشرةً إلى عيناه و غمرتني بهجة في قلبي كما لو أنه يريد التحليق في السماء من شدّة الفرح أصبحت دقات قلبي تتسارع أكثر فأكثر عند اقترابه مني أكثر أقسم أن التمعن في عيناه يعادل كل الأحلام .. أول لقاء لا يمكن للذاكرة نسيان أدّق تفاصيله ، كالمست اليدّ الأولى و نطق كلمة أحبك مباشرة ، سمعتها كثيرا منه عبر الهاتف أو في رسالة لكن لم يكن لها طعم كسماعها تخرج من شفاهه أمامي حينها لم أجد نفسي سوى نجمة تدور في سمائه و تتبعثر في مداراته.. كلماته الأولى كانت بمثابة مخدر لي بادلته الكلمات الرقيقة الصادقة النابعة من أعماق قلبي.. تركنا للحظات العيون تحكي عن قصة الشوق و الحنين فما أجمل الفرح بعد شقاء اللقاء .. ذلك اليوم مازال أثره في ذاكرتي ، ابتسامتنا، مرحنا، صوت ضحكتنا، و مداعبته لي و حبه لخجلي كل ما تغزل بي ? كسرنا جليد الخوف و الخجل ، استمتعنا باللقاء حتى لم نهتم بهواتفنا إلا عندما أخذنا صورة فوتوغرافية لتخليدي موعدنا الأول كانت كل صورة تحكى قصة العشق و الهوى بيننا .. كانت سعادتنا غامرة، تدفق الحب بكل معانيه في ذلك اليوم تلاحقة نبضات قلوبنا عازفة أجمل سينفونية حبّ .. في لحظة حب كنا نتوحد روحًا ، جسدًا ، فكرًا و جاذبية قوى شوقنا تفوق جاذبية الأرض.. و كأنه أتى الربيع قبل الأوان و أصبح العالم من حولنا ورديًّا و تتلون الأشياء بألوان الزهور و تتعطر برائحة السعادة التى أغلى و أزكى من أصناف العطور .. و كأنه أصبح لنا جناحان قويّان نطير بهما و نعلوا فوق السحاب ☁️ ضعنا في متاهة الوقت .. و ما أن بدأت الشمس بالغروب و الطيور عائدة إلى أعشاشها حينها أدركنا أن الوقت مضى بسرعة و على كل منا العودة إلى بيته .. كان لقائنا بمثابة علاج لروحنا العاشقة على أمل اللقاء قريبًا …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى