كتاب وشعراء

إليَّ اكتُبي……شعر أحمد بشَّار الكردي / سوريا

إليَّ اكتُبي
أيَّ شيءٍ لأهربَ من أدمعي
إليَّ اكتُبي
أيَّ حَرفٍ لأعرفَ عندَكَ ما موضِعي
إليَّ اكتُبي
بينَ كُلِّ الشوارعِ ..
فوقَ الجُّسور
تفاصيلُ قد لا تُهمُّكِ أنتِ
و لكنَّني أبني منها قُصور
كتاباتُ قد لا تُؤثِّرُ فيكِ
و لكن عَليها سأحيا شُهور
و أزرعُ منها زُهوراً كَثيره
و أحبُكُ منها حَكايا مُثيره
رسالاتُ تَجعلُني لا أُفرِّقُ
بينَ نجومِ المساءِ ..
و بينَ خيوطِ الظَّهيره
فحينَ أنا أكتبُ الشِّعرَ فيكِ
أنا لا أُنفِّذُ أمرَ البُحور
أُلاحقُ في الحُبِّ خيطَ دُخان
أُلاحقُ أحرفَكِ المُعجبه
تبعثُرَها في زوايا المكان
أُطاردُ حتّى يملَّ المكان
حروفاً محابِرُها من بَخور
تفاصيلكِ أنتِ .. أنتِ بَخور

و إني لكي أطردَ الظَّن عنّيَ ..
أكتبُ أكتبُ جدّاً
و ألجأُ للحيلِ البارِده
و أجعلُ من مهنتي الشَّاعريّةِ سحراً
أمام اللُّغة
لأسرقَ ذَرَّتهَا الشَّارده
و أرسلُ سحري إليكِ
على شكلِ وردٍ يضمُّ رِساله
و أبكي لأقرأ منكِ عِباره
لألمحَ من بحرِ عَينيكِ أيَّ مَحاره
لتسألي عني
لتكتُبي فيَّ حروفاً ..
و وهَماً و لو .. لو مقاله
لأرجعَ للأرضِ كالبُرتقاله
بفرحةِ طفلٍ صغيرٍ
تلقى بِشاره
و أبقى معَ الظَّن وحدي
أُقلِّبُ قلبيَ بينَ الحِجاره

أنا يا حبيبتي من رعبتي
و من خوفي للوردِ .. للقلبِ .. بل للحُلي
و من خوفِ شِعري بأنَّكِ نحوَ بريدهِ ..
لن تُرسِلي ..
كتبتُ إليكِ
لأنتظرَ الرَّدَ يضحكُ لي
لِأفتحَ بابَ البريد
لأكسرَ عنّي رُكامَ الجَّليد
لأبكي إذا قد قرأتهُ ينطقُ باسمي و يهتفُ لي
و أبقى لأيّامِ .. أبقى وحيد
لأنتَظرَ الرَّدَّ عندَ البريد

أنا يا حبيبتي أكتبُ جداً
لكي أستجرَّ خِطاب
لكي ألقى في الحرفِ أيَّ كِتاب
لكي أمحو عني سحابَ الضَّباب
كفرتُ أنا ؟
كفرتُ إذا قد توهمتُ أني
إذا قد طرحتُ سؤالاً
سألقى جواب ؟
أأخطأتُ إن قد نبشتُ السُّطور
ليرتاحَ قلبي
ليرجعَ نورَ عيوني
أأخطأتُ إن قد مللتُ النُّذور ؟
فما ذنبُ قلبي بحبِّكِ أنتِ
يدورُ يدور
كرشِّ البذور
كموتِ الحماماتِ خلفَ السُّتور
و لكنَّني رغمَ ظلمكِ أنتِ
أُحبُّكِ أنتِ
و عُذراً .. فليسَ يُفسَّرُ هذا الشُّعور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى