ثقافة وفنون

أشرف الريس يكتُب عن: ذكرى رحيل نجيب الريحانى

هُو ” نَاظِر مَدْرَسَة الكوميديا السَّوْدَاء ” و ” زَعِيمٌ الْمَسْرَح الفُكاهى ” و ” الضَّاحِك الباكى ” و ” كِشكش بيه ” الفَنَّان العِملاق ( نَجِيب إلْيَاس رَيْحَانَة ) الشَّهِير بنجيب الريحانى ذَلِك الفَنَّان الرائِع الَّذِى يُعد أَحَدٌ أَبْرَز رُوَّاد الْمَسْرَح و السِّينِما فِى الوَطَن الْعَرَبِىّ عُموماً و مِصْر خُصوصاً و مِنْ أَشْهَرِ الكوميديين فِى تَارِيخ الفُنون المرئيَّة العربيَّة بَعْدَ أَنْ اسْتَطَاعَ تَرَك بَصْمَة كَبِيرَةٌ عَلَى الْمَسْرَح الْعَرَبِىّ و السِّينِما العربيَّة حتَّى لُقِّب بِزعيم الْمَسْرَح الفُكاهى فِى مِصْر و سَائِر الوَطَن الْعَرَبِىّ عِلَاوَةً عَلَى مُساهمته بشكلٍ كَبِيرٌ فِى تَطوير الْمَسْرَح و الْفَنّ الكوميدى فِى مِصْر و رَبْطُه بِالْوَاقِع و الْحَيَاة اليوميَّة فِى الْبِلَاد بَعْدَ أَنْ كَانَ شَدِيدَ التَّقْلِيد للمسارح الأوروپيَّة و قَدْ كَانَ الريحانى دائماً يُنادى بـ « عايزين مَسْرَح مصرى ,, مَسْرَح ابْن بَلَدٍ فِيهِ رِيحُه الْفُول و الطعميَّة و طشة المُلوخيَّة مَش رِيحُه البطاطس المسلوقة و البُفتيك و اللَّحْمَة الْمَشْوِيَّة ! ,, عايزين مَسْرَح نتكلَّم عَلَيْه اللُغة إللى بيفهمها الفلَّاح و الْعَامِل و رَجُلٌ الشَّارِع و نُقدِّم لهُ إللى بيحب يسمعهُ و يشوفه » و الحقُ يُقال إنْ كَانَ الانجليز يَتَبَاهَوْن بمَسْرح ‘‘ برودواى ‘‘ و ‘‘ السَّيْر تشامبرالين ‘‘ و كَذَلِك الفَرَنْسِيِّين بمَسْرح ‘‘ جَان جَانِيَة و الاوديون ‘‘ فَنَحْن نتباهى و نتفاخر و سنظل نتباهى و نتفاخر بمَسْرح الريحانى الَّذِى أَضْحَى بأُسلوبه التّمثيلى شَدِيدٌ الْأَثَرِ عَلَى العَدِيدِ مِنَ المُمّثلين اللَّاحِقِين لَهُ عَلَى رأسهِم ” فُؤاد المُهندس ” الَّذِى اعْتَرَف بِتَأْثِير أُسلوب الريحانى عَلَيْهِ وَ عَلَى مَنْهَجِه التمثيلى و قَد أدَّى دُور الريحانى عدَّة مُمثلين فِى عدَّة مُسلسلات تليفزيونيَّة تَحَدّثَت عَن بدايات الْفَنّ المسرحى و السينمائى فِى مِصْر و الوَطَن الْعَرَبِىّ و بِالرَّغْم أَن الريحانى قَد عَاشَ حَيَاةً قَصِيرَة قَدِم خِلَالِهَا أعمالاً مَسْرَحِيَّة و سينمائية توجته ملكاً عَلَى عَرْشِ الكوميديا إلَّا أَنْ نِهَايَتِه كَانَت فصلاً تراجيدياً مأساوياً دراماتيكياً بِمَعْنَى و حَقّ الْكَلِمَة ! .. ولد الريحانى فِى 21 / 1 / 1889م فِى حَىٍّ بَابِ الشِّعْرِيَّةِ بمُحافظة الْقَاهِرَة لأبٍ مِنْ أَصْلِ موصلى عراقى كلدانى مسيحى يَعْمَل بِتِجَارَة الْخَيْل اسْتَقَرَّ بِهِ الْحَالُ فِى الْقَاهِرَة لَيَتَزَوَّج سَيِّدِه مِصْرِيَّة قِبْطِيَّة تُدعى ” لَطِيفَةٌ ” أَنْجَب مِنْهَا نَجِيب الَّذِى نَشَأ فِى هَذَا الْحَىَّ الشَّعْبِىّ و عَاشِر الطَّبَقَة الشَّعْبِيَّة الْبَسِيطَة و الْفَقِيرَة و تلقَّى تَعْلِيمِه فِى مَدْرَسَة الفرير الفرنسيَّة بِالْقَاهِرَة و فِيهَا تجلَّت مَوْهِبَتِه التمثيليَّة المُبكرة فانضمَّ إلَى فَرِيقٌ التَّمْثِيل المَدرسى و اُشْتُهِرَ بَيْنَ مُعلميه بقُدرته عَلَى إلْقَاءِ الشَّعْر الْعَرَبِىّ حيثُ كَانَ مِنْ أَشَدِّ المُعجبين بالمُتنبى و أَبُو الْعَلَاءِ المعرِّى كَمَا أُحِبُّ الْأَعْمَالِ الأدبيَّة و المسرحيَّة الفرنسيَّة و حِينَمَا كان‏ ‏نجيب‏ ‏على‏ ‏أعتابِ‏ الْحُصُول ‏نهائى ‏البكالوريا‏‏ ‏تركها‏ ‏بوفاة‏ ‏أبيه‏ ! لِعَدَمِ وُجُودِ مَوْرِد لِلْأَسِرَّة و بدأ‏ ‏يَبْحَثُ‏ ‏عن‏ ‏وظيفة‏ ‏حتى‏ ‏التّحَقَ‏ ‏بوظيفة‏ ‏كاتب‏ ‏حسابات‏ ‏فى‏ ‏البنك‏ ‏الزراعى و التقى‏ ‏هُناك‏ ‏بالفنان‏ ” ‏عزيز‏ ‏عيد “ ‏و كان‏ ‏الأخير قد‏ ‏أنهى‏ ‏دراسته‏ ‏فى‏ ‏جامعة‏ ‏لبنان‏ ‏و شاهد‏ ‏الفن‏ ‏فى‏ ‏المَسْرح‏ ‏الفِرنسى ‏علاوة‏ ‏على‏ ‏أفكارِه‏ ‏المُتقدمة‏ ‏فكان‏ ‏معروفا‏ً ‏فى ‏الأوساط‏ِ ‏الفنية‏ ‏فى‏ ‏مِصر‏ ‏و بسبب‏ ‏ميل‏ ‏نَجيب‏ ‏الفِطرى‏ ‏إلى‏ ‏الفَنِ‏ ‏وجد‏ ‏ضالته‏ ‏المَنشودة‏ ‏فى ‏زميله‏ ‏عَزيز‏ ‏عيد‏ ‏و انضمَ‏ ‏إلى‏ ‏فرقتِه‏ ‏و اسْتّيقَظ‏ ‏الفن‏ ‏فى‏ ‏عُروقِه‏ ‏و تَفَتَحّتْ‏ ‏الموهبة‏ ‏و اضطره‏ ‏هذا‏ ‏إلى ‏السَهَرِ‏ ‏و التأخُرِ‏ ‏فى‏ ‏النومِ‏ و الغياب‏ ‏عن‏ ‏العَمَلِ‏ ‏و كانت‏ ‏النَتيجة‏‏ ‏فَصْله‏ ‏مِن‏ ‏البنك و بَدَأَت رِحْلَتِه الثَّانِيَة فِى إيجَاد عَمَلٍ حَتَّى اسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَلَ مُوظفاً بسيطاً فِى صَعِيدٍ مِصْرَ حَيْث الْتَحَق بِوَظِيفَة كَاتِب حسابات بِشَرِكَة السُكر بـ ” نَجْع حمادى ” و كَان يَتَقَاضَى مَبْلَغ سِتَّة جُنَيْهَات شهرياً مِمَّا جَعَلَهُ يَتَقَدَّم بإستقالته بَعْد عامٍ واحدٍ فَقَطْ مِنْ الْتِحَاقُه بِتِلْك الْوَظِيفَة و يَعُودُ إلَى الْقَاهِرَةِ لَيْس لِضَعْف راتبها فَقَطْ بَلْ لِأَنَّهَا أيضاً لَم تكُن تُناسب طُمُوحِه الرَّافِض لِلْوَظِيفَة الروتينية المُملة و ظِلٌّ بِلَا عَمَلٍ قُرابة الـ 6 أَشْهُر تخللتها تسكُع عَلَى المقاهى و الْبَارَّات بشارع عِمَادُ الدِّينِ حَتَّى الْتَقَى بِشَخْص يُدعى ” مُحَمَّد سَعِيد ” يَعْمَل بِأَحَد الملاهى اللَّيْلِيَّة حيثُ عُرِضَ عَلَيْهِ إنْشَاءٌ فِرْقَةٌ مَسْرَحِيَّة لِتَقْدِيم إسكتشات خَفِيفَة و وَافَق الريحانى و قَامَ بِتِلْكَ الإسكاتشات كَى يَسْتَطِيع الْإِنْفَاقِ عَلَى تَكَالِيف الْمَعِيشَة و ظِلّ كَذَلِكَ حَتَّى الْتَقَى ذَاتَ مَرّةٍ بالصُدفة مَع صَدِيق عُمره ” بَدِيعٌ خيرى ” فَقَرَّر تَرَك تَقْدِيمُه للإسكاتشات الَّتِى لَم تكُن تُناسب طُمُوحِه الفنى عَلَى الْإِطْلَاقِ و أَسَّس مَع بَدِيعٌ فرقةً مسرحيَّة عَمِلْتُ عَلَى نَقْلِ الْكَثِيرِ مِنْ المسرحيات الكوميديَّة الفرنسيَّة إلَى اللُغة العربيَّة و عُرضت عَلَى مُختلف المسارح فِى مِصْر و إرْجَاء وَاسِعَة مِنْ الْوَطَنِ الْعَرَبِىّ قَبْلَ أَنْ يُحوَّل قسمٌ مِنْهَا إلَى أفلامٍ سينمائيَّة مَعَ بِدايَةِ الإِنْتاج السينمائى فِى مِصْر و أَضَاف لَهَا عدداً مِن المسرحيات الْهَامَة كَمَا شَارَك عدداً كَبِيرٌ مِنْ النُّجُومِ أبرزهم ” لَيْلَى مُرَاد ” و” أنْوَر وجدى ” و” يُوسُف وهبى ” و” مَحْمُودٌ المليجى ” و” فَرِيد شوقى “ .. تزوَّج الريحانى مِن امرأةً لُبنانيَّة تُدعى ” بَدِيعَةٌ مصابنى ” كَانَ قَدْ تعرَّف عَلَيْهَا أَثْنَاء إحْدَى عُروضه فِى لُبنان و إصطحبها معهُ إلَى مِصْرَ حيثُ اُفْتُتِحَت ملهىّ خاصاً بِهَا اِشْتَهَرَ بِاسْمِ ” كازِينُو بَدِيعَةٌ ” ثُمّ أُسِّسَت فَرَّقَتْهَا المسرحيَّة الخاصَّة الَّتِى عُرفت بِاسْم « فِرْقَةٌ بَدِيعَةٌ مصابنى ” و الَّتِى اِكْتَشَفْت العَدِيدِ مِنَ الْمَوَاهِب التمثيليَّة فِى مِصْر و لَكِنَّه انْفَصَلَ عَنْهَا ” بَدِيعَةٌ مصابنى ” فِى وقتٍ لَاحِقٌ ليتزوَّج بامرأةٍ ألمانيَّة هى” لوسى دى فرناى” و الَّتِى أَنْجَبَت لَهُ ابْنَتُهُ الوَحِيدَة “ جِئْنَا “ و كَان الريحانى قَد دَوَنَ مُذكراته عَام 1946م و نُشرت بَعْد رَحِيلِه بعشرِ سَنَوَات كَامِلَة و قَد كَتَبَهَا بلُغة سينمائية قَادِرَةً عَلَى رَصَد التَّفَاصِيل و رَسْم الْمَشْهَد الكُلى و لَم يرصُد فِيهَا محطات نَجَاحِه فَقَطْ وَ إنَّمَا تَوَقَّفَ كثيراً إمَام لَحَظَات الإخفاق و التعثُر الَّتِى إفْتَخرَ و اعتزَ بِهَا كثيراً لِأَنَّهَا مِنْ وَجْهِهِ نَظَرِهِ لَوْلَاهَا ماتحقق لَهُ هَذَا النَّجَاح الْبَاهِر إذَا كَانَتْ إخفاقات و عَثَرَات زَادَت مِنْ شِدَّةِ إصْرَارِهِ عَلَى التحدى لِتَحْقِيق النَّجَاح و هِى مُذكرات تُقربنا كثيراً مِن مَلامِحُ وَجْهِهِ الضَّاحِك الباكى لنتعرف أَكْثَرَ عَلَى وَجْهِهِ الكوميدى و وَجْهَه الدرامى و وَجْهَه الوطنى الثَّوْرِىّ بِالْإِضَافَةِ إلَى أَبْرَز وَأَهَمّ وُجُوهِه عَلَى اٌلإطلاق و هُوَ وَجْهُهُ الْإِنْسَان مُرهف الْحِسّ الْكَامِن بِدَاخِلِه و كَانَ مِنْ ضَمِنَ مادونه فِى هَذِهِ المُذكرات واصفًا إقَالَتُه مِنْ الْبُنْكِ الزراعى بِصعيد مِصْر بِسبب تغيُّبه المُتكرر بِدافع حُبه للمسرح « وَ لَم تَجِد إِدَارَةُ البَنكِ إِزَاءَ غِيابى المُتكرر إلَّا أَن تًسْتَغنِى عَن عَمَلِى وَ أَىّ عَمَلٍ يَا حَسْرَة ؟ ! و هُوَّ أَنَا كُنت بَاشْتَغَل غَيْر رُبع سَاعَة فِى الْيَوْمِ كُلة ؟ ! يلا فستين دَاهِيَةٌ » .. يُذكر أن قَام الريحانى بِبُطُولَة 7 أَفْلاَم فِى السِّينِما بَدَأَهَا عَام 1934م بفيلم ” يَاقُوتٌ أفندى ” بِالِاشْتِرَاكِ مَعَ الفنانة الْفَرَنْسِيَّة ” إيمى بريفان ” و هُو الفِيلْم الَّذِى تَمّ تَصْوِيرُه فِى بارِيس ثُم تَوَالَت أفلامه الـ 6 بَعْدَ ذَلِكَ وَ هُم ” أَحْمَر شفايف ” و” أَبُو حلموس ” و ” لَعِبُه السِّتّ ” و ” سى عُمر ” و ” سَلَامِه فِى خَيْرٌ ” و ” غَزْل الْبَنَات ” كَمَا مَثَّلَ حوالى 400 مَسْرَحِيَّة كَان مُعظمها مِنْ تَأْلِيفِ رَفِيقٌ عُمرة الشَّاعِر الغنائى الْكَبِير بَدِيعٌ خيرى كَان أبرزها ” إلَّا خَمْسَةَ ” و ” لَو كُنت حليوة ” و ” 30 يَوْم فِى السِّجْنِ ” و ” الدلوعة ” و ” حَسَنٍ وَ مُرقص و كُوهِين ”.. يَذْكُرُ أَنَّ الْتَقَى الريحانى ذات مَرّة بِإِحْدَى العرافات ( كَمَا ذَكر فِى مُذكراته ) و ظل طِوَال حَيَاتِه يَجْتَاز مِن أحْداثِها مَرَاحِل تنبّأت لَهُ بِهَا هذه الْعِرَافَة بالحَرفِ الواحد !! حيثُ قَالَتْ لَهُ أَنْ حَالَةَ سيَتَبدل و سَيَنْتَقِل مِنْ فَقُرَ إلَى غِنًى و مَنْ غَنَّى إلَى فَقْر ثُمَّ يَعُودُ لِلْغِنَى مَرَّةً أُخْرَى كَمَا أَخْبَرَتْه أموراً وَقَعَت بِحَذَافِيرِهَا بَعْد سَنَوَات ! فتنبأت بِأَنَّ هُنَاكَ تصادُماً سَيَحْدُث لسيارة سيكُون فِيهَا وَ مَع أَنَّهَا ذَكَرْت لِه أَنْه سَوْف يَنْجُو مِنْهَا إلَّا أَنَّ الريحانى ظلَ يخشى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ ما جَعَلَهُ يَمْتَنَعَ عَنْ اقْتِنَاءِ سَيّارَة لنَفسه و كان كُلما تتم دعوته لِرُكُوب إحْدَى سَيَّارات الْغَيْرِ أَوْ حَتَّى سَيّارَة تاكْسِى يظل يتَوَسَّل إلَى السَّائِق بِكُلّ عَزِيزٌ لَدَيْه أَنْ يَسِيرَ عَلَى أَقَلِّ مِنْ مُهْلَة و ما جَعَل الريحانى يأخُذ تنبؤات تلك العَرافَة بجِدية لإخبارها له بِأَشْيَاء حَدَثَت لِه فِى الْمَاضِى كَمَا لَوْ كَانَتْ مَعِه ! .. يُذكر أخيراً أن اُصيبَ الريحانى فِى أَوَاخِر أيَّامه بِمرض التَّيْفُود الَّذِى أثَّر سلباً عَلَى صحَّة رئتيه و قَلْبِهِ حَتَّى تُوفى فِى المُستشفى اليُونانى بِحى العبَّاسيَّة بِالقاهرة عَن عُمر نَاهَز آلـ 60 عاماً و لَمْ يَكُنْ قَدْ اِخْتَتَم تَصْوِير آخَر أفلامه إلَّا و هُو “غزل الْبَنَات ” ُو آكَد أَحَدٌ الْأَطِبَّاءِ أَنَّ وَفَاة الريحانى جَاءَت بِسَبَبِ إهْمَالِ مُمرضته فِى المُستشفى اليونانى بَعْدَمَا قَامَت بِإِعْطَائِه جُرعة زَائِدَةً مِنْ عَقَارٍ ” الاكرومايسين ” و كثُرت الْأَقَاوِيل أَن الْحَادِثَة مُدبرة لِشِدَّة تهكُم الريحانى عَلَى مِلْكِ الْبِلَاد فارُوق و نَعْتِه لَه بـ ” ابْن بِسَلَامَتِهَا نازلى ” و ‘‘ ابن المِهَشْتِكة ‘‘ فِى العَدِيدِ مِنَ جلساته الْخَاصَّة و لَكِن كُلها مُجرد أَقَاوِيل غَيْرَ مُؤَكَّدَةٍ .. يَقُول عَنْه الْأَدِيب ( يَحْيَى حقى ) فِى كِتَابِ لَهُ عَنْ الريحانى ” أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْأَجَانِبِ الَّذِينَ أَكْرَمْت مِصْر وفادتهم حَقّ التَّكْرِيم و أَكْرَم هُوَ مُصِرٌّ بمدرسته الْجَدِيدَة فِى الكوميديا و الَّتِى كَانَتْ غَرِيبَةٌ عَلَى المُجتمع الْمِصْرِىّ و هِى اسْتِخْرَاج الضَّحِكِ مِنْ شِدَّةِ البُكاء ” و قَالَ عَنْهُ عِمْلَاق الْمَسْرَح الْمِصْرِىّ و الْعَرَبِىّ يُوسُف بِك وهبى ” الريحانى كَانَ حَالَةَ نَادِرَةٌ فِى تَارِيخ الْفَنّ الْمِصْرِىّ و هُو مَدْرَسَة فَرِيدَة مِنْ نَوْعِهَا فَهُو الْوَحِيد الَّذِى كَانَ يُبكينى فِى بِدَايَة الْعَمَلُ مِنْ قَسْوَة مليودراميته و تراجيديته ثُم يُضحكنى فِى نِهَايَتِه ! مِنْ شِدَّةِ سُخريته مِنْ تِلْكَ المليودراما و التراجيديا ” .. و مَات الريحانى الَّذِى لَمْ يكُن يعرفُ إلَّا الصَّرَاحَة فِى زَمَنِ نِفَاقٌ نُظرائه مِن الفَنَّانِين لِمِلْك الْبِلَادُ وَ ذَهَبَ مِنْ لَم يكُن يُعْرَف إلَّا البًحَّبُوحَة فِى زَمَنِ البُخل و الشُّح ! و رَحَل الضَّاحِك الباكى جسداً و لَكِنَّه ظِلّ و سَيَظَلّ عملاقاً بِرُوحِه و بفَنِّه و بِخُفِّه ظِلُّه و ببساطته فِى الْأَدَاء الَّتِى جَعَلَتْه ملكاً مُتوجاً عَلَى عَرْشِ الكوميديا بِصِفَةٍ عَامَّةٍ وَ الكوميديا السَّوْدَاء عَلَى وَجْهِ الخُصوص حَتَّى يَوْمِنَا هَذَا وَ إلَى يَوْمِ يُبعثون .. رَحِم اللهُ نَجِيب الريحانى و تَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ و أَسْكَنَه فَسيحَ جَنَّاتِهِ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى