رؤى ومقالات

د. محمد فاروق يكتب : كمين البرث – في مثل هذا اليوم

هناك مهام وطنية لا يعلم مدى أهميتها وخطورتها إلا القائمين على حماية هذا البلد وهذا الشعب ، تلك المهام أيضاً لها رجال من طراز خاص ، أبطال لا يهابون الموت ، يعيشون الدنيا تحت مفهوم ” عيش شهيد – تموت شهيد ”
من أجل ذلك كان اختيارهم للقيام بمهمة التمركز شديدة الضرورة لكشف غموض جيوب العناصر التكفيرية المُختبأة بشمال سيناء ، وفي موقع ارتكاز شديد الخطورة ، معلوم مُسبقاً أن أفراد هذا الكمين في مهمة خاصة جداً ، موقع الارتكاز كان موقعاً استراتيجياً يحول بين وصول العناصر الإرهابية إلى قلب سيناء وتهديد عدة ارتكازات وأكمنة أخرى ، كمين البرث كان الدرع الواقي وخط الدفاع الأول وجدار الحماية للتشكيلات العسكرية على طول وعرض القطاع الشمالي بسيناء ، مهمة غاية في الصعوبة ، وغاية في الخطورة ، وغاية في الأهمية والضرورة والاحتياج ، يتبناها العقيد أركان حرب / أحمد المنسي ورفاقه الأبطال من عناصر الكتيبة 103 صاعقة.

في مثل هذا اليوم ، وفي تمام الرابعة فجراً ، تتقدم سيارة ” مُدرعة ” ومفخخة نحو الكمين ، لم تستجب لأمر ونداء التوقف عن التقدم باتجاه الكمين ، ليبدأ النداء المتعارف عليه داخل الكمين ” حرس سلاح ”
ثم يبدأ التعامل مع السيارة بإطلاق النيران – حتى انفجرت بالقرب من مبنى الكمين ، في الوقت الذي كانت فيه عربات الدفع الرباعي للعناصر الإرهابية تحاوط الكمين من مختلف الاتجاهات ، لتبدأ معه قصة البطولات والملحمة الفدائية ، لك أن تتخيل أن الشهيد مجند / علي علي السيد إبراهيم – استُشهد بعد استقباله 60 رصاصة ، كذلك كافة الشهداء أبطال كمين البرث ، لم يتركوا سلاحاً واحداً من أسلحتهم أو جثماناً واحداً لأحد زملائهم إلا ومنعوه من الوقوع في أيدي العناصر الإرهابية

ظل التعامل مع العناصر الإرهابية ، فيما ظهرت القوات الجوية المصرية فى سماء المعركة، لتستهدف عدد منهم ، قبل أن يلوذ بعضهم بالفرار، تاركين ورائهم جثث زملائهم، ولم يستطيعوا حمل جثة واحدة لأبطال الكمين كما ذكرنا ، حيث كانت أوامر القائد / أحمد منسى – قبل استشهاده ، أن يحافظ كلُُ منهم على زميله ، ولا يترك جثته للتمثيل بها من العناصر التكفيرية ، حتى أن معظم من استشهدوا كانوا قابضين على أسلحتهم أو داخل معدتهم العسكرية.

تم القضاء على أكثر من 40 عنصر تكفيري ، وتدمير 6 عربات دفع رباعي
وتم استشهاد وإصابة 26 بطل مصري من أبطال الكتية 103 صاعقة

هذا الكمين وهذه الكتيبة وهؤلاء الأبطال وهذه العملية الخاصة جداً كان لها أعظم الأثر في الكشف عن الجيوب الأساسية التي تنطلق منها العناصر الإرهابية ، كما أنها أجبرت معظم أفراد هذه التنظيمات على مغادرة سيناء والأراضي المصرية – متجهين إلى الجهة الغربية والفرار إلى الأراضي الليبية ، لذلك كانت مهمة كمين البرث وموقع الارتكاز من أعظم وأهم إنجازات التطهير في شمال سيناء .

شهداء الكمين الأبطال :
البطل عقيد أركان حرب “أحمد صابر محمد على المنسى” ، والبطل نقيب “أحمد عمر الشبراوى”، والبطل ملازم أول “أحمد محمد محمود حسنين”، والبطل عريف “محمد السيد إسماعيل رمضان”، والبطل جندي “محمود رجب السيد فتاح”، البطل جندي “محمد صلاح الدين جاد عرفات”، والبطل جندي “على على على السيد إبراهيم”، والبطل جندى “محمد عزت إبراهيم إبراهيم”، والبطل جندى “مؤمن رزق أبو اليزيد”، والبطل جندى “فراج محمد محمود أحمد”، والبطل سائق “عماد أمير رشدي يعقوب”، والبطل جندي “محمد محمود محسن”، البطل جندي “أحمد محمد علي نجم”، البطل جندى “على حسن محمد الطوخى”، والبطل جندى “محمود صبرى محمد”، ومن قوات المدفعية البطل النقيب “محمد صلاح محمد”، بالإضافة للشهيد البطل ملازم أول “خالد محمد كمال المغربي”، والبطل جندي “محمد محمود فرج”، و”أحمد العربي مصطفى”، والبطل مندوب مدني “صبرى”.

دولا الورد الحر البلدي
يصحى يفَتَّح .. إصحي يا بلدي
دولا خلاصة مصر .. يا ولدي
دولا عيون المصريين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى