كتاب وشعراء

تأمّلاتٌ على هامش الحياة…شعر زكريا شيخ أحمد/سوريا

لمْ ينظرْ في أيّةِ مرآةٍ ؛
الرجلُ الذي أدركَ ذاتَهُ
فعاشَ في هدوءٍ تامٍ .

لمْ يغرقْ في الماءِ ؛
الرجلُ الذي يجيدُ السباحةَ
لكنّهُ غرقَ في الخيبةِ و البؤسِ .

لمْ يستطعْ فكَّ السلاسلِ الحديديةِ ؛
الرجلُ المقيدةْ يداهُ بها
فعمدَ لقطعِ يديهِ .

إمتنعَ عنْ فتحِ الأبوابِ ؛
الرجلُ الذي أيقنَ أنَّهُ
لنْ يقدرَ على إغلاقِها .

يذهبُ إلى موعدِهِ دائماً
الرجلُ الذي لا ينتظرُهُ أحدٌ
ثمّ يعودُ منكسراً .

مازالَ يتعرضُ لنظراتٍ غاضبةٍ ؛
الرجلُ الذي فتحَ أبوابَ أقفاصِ الطيورِ
في محلِ بيعِ الطيورِ .

يُبقي المصابيحَ مضاءةً ليلاً و نهاراً ؛
الرجلُ الذي يجزمُ أنَّهُ
لا وجودَ لما يسمونَهُ نهاراً .

دفنَ ماضيهِ في بئرٍ سحيقةٍ ؛
الرجلُ الذي أرادَ إنفاذَ حاضرِهِ .

لمْ يعشْ حاضرَهُ ؛
الرجلُ الذي ظلَّ يخططُ لمستقبلِهِ .

الرجلُ الذي إقتربَ منَ الجميعِ ؛
أمسى بعيداً عنِ الجميعِ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى