رؤى ومقالات

أحمد العسكري يكتب ….الاخوان المسلمون … نظرة على المنابع البعيده

● ان حديثى اليوم ليس عن تاريخ جماعة الاخوان فهذا امر لا يمكن مناقشته فى مقال صحفى مهما كان حجم مساحته ! و مهما بلغت مهارة كاتبه ! ، لكنى فقط اريد ان اوجه نظره خاطفه و سريعه مثل وميض البرق على المنابع البعيده للجماعه لعلنا نجد هناك عند سطوع البدايات ! ما يفسر لنا كيف وقع غروب النهايات !! .
● منذ وفاة ” محمد ” عام ٦٣٢ ارتبط الاسلام كعقيده بالخلافه كنظام سياسى ! ، مما جعل البعض يظن ان الغاء الخلافه على يد ( مصطفى كمال اتاتورك ) فى اعقاب الحرب العالميه الاولى ما هو الا تمهيد لهبوط ظلام الليل على نهار الاسلام الطويل ! و لقد دفع هذا الشعور كثيرين الى القيام بتأسيس تنظيمات ذات مسحه اسلاميه كل هدفها هو ” اعادة الخلافه الاسلاميه ” و فى تلك الاجواء المشبعه بالقلق ! و المطعمه بالخوف ظهر ( حسن البنا ) و اعلن قيام الاخوان المسلمين عام ١٩٢٨ !! .
● لا يستطيع احد ان ينكر الانتشار السريع للاخوان على امتداد الخريطه المصريه بذلك الوقت و فى الحقيقه هذا يرجع لعدة اسباب على رأسها ان الدعوه لاقت قبولا عند المصريين الذين اصابهم زلزال سقوط الخلافه فى ( اسطانبول ) و ظنوا ان الاخوان هم الشاطئ الهادئ الذى سينقذهم من الامواج الغاضبه ! ، كما ان بريطانيا ارادت ان يلعب التنظيم دور السيف الحاد النازل على عنق الوفد ! ، و علينا الا ننسى ان الجماعه ظهرت فى وقت كان العالم الاسلامى يشهد ما يمكن ان اسميه 《 صراع العروش على ارث الخلافه التائه 》! فكل ملك بدأ يفكر فى ان يكون خليفه للمسلمين … عبد العزيز ال سعود يريدها ! ، فؤاد يتطلع اليها ! ، و امير الافغان يطمع فيها ! ، فكانوا الاخوان قوة دفع لفؤاد فى معركته من اجل الوصول الى تاج الخلافه و خاصة ان الوفد كان رافضا الامر سواء فى عهد “سعد “او بعصر ” النحاس ” !!
●طوال السنوات العشر الاولى من عمر الجماعه اظن ان الامور كانت تسير بصورة طبيعيه و عاديه ! ؛ ليأتى التحول المهم مع بداية الاربعينات من القرن الماضى حينما قرر ” حسن البنا ” تأسيس التنظيم الخاص بقيادة رجل نجهل منه اكثر مما نعرف عنه و هو 《عبد الرحمن السندى 》! ؛ و التنظيم السرى هو عباره عن كتائب مسلحه تعمل على مواجهة خصوم الاخوان الذين هم بالضروره خصوم الاسلام ! ، فالاخوان يرون انهم يعملون من اجل اعادة الخلافه و التى من وجهة نظرهم لا بعث للاسلام من جديد الا بها و بالتالى فان من يقف امامهم يعترض قطار العقيده فلا يكون مصيره سوى السحق تحت عجلاته فوق القضبان الداميه ! و لا ننسى ان ” البنا ” قالها يوما صراحة 《 هناك من يسألون عنا …اقول لهم نحن الاسلام فمن عرفه بحق فقد عرفنا ! 》 و تلك عباره تستحق الوقوف عندها طويلا للتأمل و التعجب !!
● اذا كان تأسيس التنظيم الخاص هو تحول خطير فى مسار الجماعه فان التحول الاخطر هو سيطرة ( الفكر القطبى ) على عقول قادة الاخوان . فأثناء فترة اعتقال الاستاذ /سيد قطب كتب الرجل كتابه الشهير ( معالم فى الطريق ) متأثرا بتجربة ( ابى الاعلى المودودى ) فى باكستان ! ؛ و فى هذا الكتاب يعلن الاستاذ / قطب انقطاع الاسلام منذ قرون !! و يؤكد ان العالم يعيش فى 《 جاهليه 》 و يرسم الطريق من اجل الوصول الى المجتمع الاسلامى و ذلك الطريق هو 《 الحاكميه 》و التى يمكن تطبيقها بالاقناع ! او بالاخضاع ! مما اعطى الجماعات التكفيريه حتى يومنا هذا الغطاء الفكرى لرفع السلاح فى مواجهة الدوله تحت لواء (قتال الطاغوت ) !!!
● ان تأسيس التنظيم الخاص رسخ فكرة العنف عند الجماعه ! و سيطرة الفكر القطبى على عقول افرادها بلورت فكرة عداء الاخوان للمجتمع و الدوله ! ؛و تلك كانت اهم المعالم التى ظهرت لى على طريق …السقوط !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى