و بدلاً من محاصرة “أزمة التصريح” بين البرلمان و جريدة الإهرام ….. راحت بعض الأقلام الصحفية تهاجم و تستهزئ برئيس مجلس نواب مصر من كل النواحي ….. و كأنه رئيس الكنيست الإسرائيلي ….. مما يزيد الأمر إشتعالاً …..
—–
ذات يوم في مناسبة كبري جمعت الرئيس الراحل أنور السادات مع كبار رجال الدولة و قياداتها المختلفة ….. و كان علي رأس قائمة الحضور الأستاذ كامل زهيري نقيب الصحفيين …..
—–
بين الحشد الكبير ….. تصادف لقاء الرئيس الراحل مع النقيب وجهاً لوجه ….. و بأسلوب خطاب الود و التبسط المعروف عنه قال الرئيس للنقيب ” يا كامل ….. لو عندك صحفي شاطر ….. قل لنا إسمه نعينه وزير أو محافظ ” …..
—–
ماذا فعل نقيب الصحفيين أمام كل ذلك الحشد الكبير في مواجهة رئيس الجمهورية ….. هل تشنج و غضب و إحمر وجهه و حمّل كلام الرئيس علي أنه إستعلاء و غرور و تقليل كرامة الصحفي و إعتباره موظف عند السلطة و ….. و ….. و ….. إلي آخر الإسطوانة المشروخة المعهودة …..
—–
فوراً و بدون تأخير لحظة ….. رد نقيب الصحفيين المثقف الواعي اللبق الدبلوماسي ….. و قال لرئيس الجمهورية ” و لو سيادتك عندك وزير شاطر ….. قل لنا إسمه يمكن نعينه صحفي ” …..
—–
إبتسم الرئيس للنقيب ….. و إبتسم النقيب للرئيس ….. و علت الضحكات قاعة الحضور …..
—–
مصــــر ….. تفتقد “عقل” ….. و “حكمة” ….. و “دبلوماسية” أكابر الصحفيين ….. الذين كانوا يحتوون الأزمات لا يزيدونها ناراً و إشتعالاً …… رحمة الله عليهم أجمعين …..
