رؤى ومقالات

بيتُ الاختلاف يا بيتنا: بقلم رحاب زيد

فى الأعياد كُنتُ أنصتُ لفايزة أحمد و هى تُغنى ‘‘ بيت العز يا بيت الفرح يا بيتنا ‘‘ و اُصدقكم القول كان دائما بيتنا بيتّاً للعز و الفرح و الطبطبة و الحنان و اجتماع الاهل و الأصحاب و الجيران خاصة فى الاعياد يت الاختلاف يا بيتنا .. فى بيتنا العيد مُختلف .. و الأصح في بيتنا كل شيء مُختلف .. الريحان أكثر انتشاء .. و اليمامات أكثر حُبّاً .. و العصافير أكثر تَّغْريدّاً.. فى بيتنا كل شيء ينبُض بالحياة بالبهجة و الدفء و لا نتسابق على لقب الأفضل و لكن على من سيبذُل جُهدّاً أكبر لجعل أسرتنا أسعد و أنجح .. فى بيتنا الأنثى مُكرمة بجمال و كمال عقلها .. في بيتنا ليس لأحد حق الوصايَّة على رأى الأخر .. كلنا لنا حُرية الرأى و حق الرفض أو القبول بنفس النسبة تمامّاً .. و الرأى الصحيح لا علاقة له كونى امرأة أو كونهُم رجال و نساء إنما كونَهُ الرأى الأصلح لأسرتنا و علاقتنا .. فى بيتنا أدوارنا و مسؤولياتنا أيضّاً ليست جندرية لكن نُغايرها و نُداورها بما يتناسبُ مع صالح أسرتنا .. فى بيتنا نرتكبُ الأخطاء و نعتذر و نُعطى فرصة ثانية و رُبما أكثر .. فى بيتنا لا أحد يدُلنا على الله أو يمنعنا عنه .. بل نبحث عنه داخلنا و حولنا .. أبحث عنه فى يدٍ تعمل و عقلٍ يعلم فى قلبٍ مُحب و لسانٍ طيب أبحث عنه بين جُدرانِ بيوت اليتامى و فى بُطون الجَوعى و داخل جُيوب الفُقراء .. فى بيتنا نبذل الخير بفطرة إنسانية لا مُقايضة بحسنات و نعيم أو رهبة من سيئات و جحيم فى بيتنا نؤمن بحُرية الاعتقاد مَهما كان و حُريَّة الرأى مَهما اختلف ليس بالضرورة دعمه و لكن بالضرورة احترامه كونَ الاحترام لا يعنى المُوافقة .. المحبة لا تحتاج أن تُشارك الأخرون لُغتهم أو ديانتهم أو هويتهم تحتاج فقط أن تُشاركهم إنسانيتهم .. في بيتنا ” المُتدين ” هو من صحت مُعاملاته قبل عباداته فمُعاملاته لنا و نحن مَن يتأثر بها أما عباداته فهى مع الله و هو الذى يجزى بها .. فى بيتنا نُحب الموسيقى و نُغنى للحُب .. فى بيتنا نُقَّدِرُ العلم و المنطق و نُعطيهم الأولوية .. فى بيتنا نسأل عن أي شيء و رغم كل شيء فالسؤال بـ ” لماذا ” هو الذى يُخرج الإنسان من التقليد إلى التفكير و الإبداع .. إن طلب منى أحد ألا أسأل فأنا فورّاً أعرف أنَّهُ لا يعرف الإجابة أو يُخبئ عنى ما لا يُريدنى أن أعرفه .. لذا أفكِرُ دائمّاً .. أتأملُ دائما .. و اسأل دائمّاً ! .. فى بيتنا حُبنا للبنين مثل البنات مُتساوٍ كعدل السماء . فى بيتنا تعلمنا أنَّنا رُبما سنسمع كثيرّاً مَن يُقارن بيننا فى لون الجلد و العينين ،، نوع الشعر و لونه ،، الطول و الوزن و و و .. نسمع و لا نهتم فمقاييس الجمال فى هذا العالم مُختلة ،، كان أبى رحمه الله يقول لى ” أنَّ الأوركيد ليست أجمل من الورد و ليس الورد أجمل من الأوركيد فالزهور كلها جميلة و لكل زهرة جمالها الخاص و جمالها يقطُن فى اختلافها لذا فاختلافك يُميزك .. عندما كانوا يسألونى عن أحَبَ أسماء الله إلى قلبى كنت اجيب بسرعة اللطيف الودود .. و عندما يسألونى أى الصفات تُحبين أن تَتحلى بها اُجيب اللُطف و المَودة فليس هناك أجمل من أن تكون لطيفّاً ودودّاً حنونّاً مع الجميع تلك الصَبغة الربانيَّة المُتفَّردة ” و حنانّاً مِن لدُنّا ” و بالنسبة لى مُنتهى الحياة أن أكون لطيفة مع الجميع الغريب قبل القريب ،، مع الحيوان قبل الإنسان ،، و مع نفسى قبل أي شيء و قبل كُل شيء و قبل أى أحد .. عندما سألت أسرتى عن سِر اختيار اسمى أجابونى ..اخترناه اسم بهويَّةٍ إنسانيَّةْ لا عِرقيَّةٍ و لا دينيَّةْ لا شَّرقيَّةٍ و لا غربيَّةْ ،، أردنا أن يَظهر دينك فى أعمالك لا فى اسمك ،، و أن يُكتب إيمانك فى أخلاقك لا أمام خانة الدين فى بطاقتك الشَّخصيَّة .. فى أسرتى تعلمتُ أن أكون هينة على نفسى و مُحبة لجسدى ،، لينة على الناس و حسنة الظَّن بهم ،، رفيقة للحيوانات و رافقة بهم ،، مُحبة للحياة و مُفعمة بها . و أن الحياة لا تحتاج لأشياء باهظَّة و لا الكثير من الأموال حتى نعيش سعادتها ونستشعر قيمتها بل يكفينا منها قُبلة و وردة و كتاب و فنجان من القهوة و عُيون تحتضن ضعفنا بمُنتهى الحُب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى