كتاب وشعراء

من رواية زواج بالإكراه للروائية الجزائرية صابرين يوسف

قالت أخت أيمن اسمها: “إيمان، سلام، لا لا”.

وسألتها: “هل تريدين أن نذهب ونسلم عليك؟”

فقلت لها: “لأختي، ليس من الضروري أن نسلم على بعضنا”.

وقالت لي أم أيمن: “بنيتي، ما اسمك؟”

فقلت لها: “اسمي مريم”.

فقالت أم أيمن: “بارك الله فيك يا بنيتي”.

فقلت لها: “وبارك الله فيك”.

ثم نسيت أن أخبركم باسم زوجة خالي، واسمها نبيلة.

قالت أخت أيمن: “لا لا، مريم هي من أحضرت لنا القهوة والحليب، فنحن نريد أن نذوقها من يد زوجة خالك”.

فقلت لها: “لا، اليوم ستحضرها لكم زوجة خالي”.

وقال خالي: “مريم، قومي احضري لنا القهوة والحليب لأخت زوجك”.

فقلت له: “لأخت زوجي”.

فرأيت في أيمن ضحكة استهزاء.

وقال لي خالي: “يا لله، قومي احضري لنا القهوة والحليب، لا تقلقيني”.

وقالت أخت أيمن: “يا لله، قومي مريم، لا تقلقي خالك”.

فقمت من قلبي وذهبت وأحضرت القهوة والحليب، وأضفت الكمون لهم بشكل مزح.

ثم عدت وجلست في مكاني، وقلت لهم: “إلى صحتكم نبيلة وإيمان”.

فنظرت إليّ زوجة خالي بدهشة وقالت: “بارك الله فيك”.

وشربوا بشكل طبيعي، ولم يلاحظوا أي شيء.

بعد ذلك، سأل أيمن: “مرحبا مريم”.

فقلت له: “أهلا بك في بيتنا”.

وسألني: “كيف حالك أيمن؟”

فأجبته: “25 عاماً”.

فقلت له: “عمر مديد إن شاء الله”.

وسألته: “ماذا تعمل يا أيمن؟”

فرأيت وجه أمه يتغير ويصفر.

وقالت لي زوجة خالي: “اكتفي يا مريم من الحديث معه، فالحياة لا تزال أمامك وستتعرفين عليه أكثر”.

وسألتني أخت أيمن: “مريم، إلى أي مستوى دراسي وصلت؟”

فقلت لها: “لكي أعرف مستوى أخيك، عليك أن تخبريني عن مستواك أنت أولاً”.

فغضب خالي وتغير وجهه.

وقلت لجدي: “يجب أن نعرف ما يعمل هذا أيمن؟”

فجاء جدي ليجيب وقال خالي: “بالماء والخبز تعيش، والمهم أن تكون السعادة في الحياة، كما يقول مثلنا القديم: السعادة تفوق الغنى”.

قال جدي لي: “يا مريم، إن خالك له الحق في أن يتحدث.”

أوصاني: “استمعي إلى كلام خالك.”

قالت خالتي باهية: “نحن سوف نذهب طويلاً المرة القادمة، إن شاء الله.”

وضحكت قائلة: “لقد عادوا ولم أنسَ أنهم أرادوا الخطبة.”

بعد شهرين تقريبًا، بان أنهم ذهبوا.

:

 

وعندما ظهر أنهم ذهبوا، قالوا: “إذن سنكمل معكم الموضوع.”

ثم خرجوا، وجاء خالي إلي.

جاء خالي إلي وقال: “لماذا كنت تزيدين في الحديث؟”

قلت له: “زوجتك قد سقطت!”

رآها فوجدها نبيلة، نبيلة، نبيلة، نبيلة، وقد سقطت عليه (المهم مسلسل هندي وانتهى الأمر).

عندما أخذوها إلى الطبيب، تبين أنها تعرضت لتسمم وكادت تخسر الجنين.

قال لي خالي: “ليتك لا تكوني أنت.”

قلت: “إن شاء الله، يا رب.”

وعندما أفاقت زوجة خالي، نظرت إليه وقلت: “دكتور، هل من الممكن أن أزور زوجة خالي لأطمئن عليها؟”

قال الطبيب: “نعم، هي بحال جيد.”

قال خالي: “هههه، مسكين، يكاد يموت.”

وقال: “يجب أن أدخل لأرى زوجتي.”

قال الطبيب: “لا، يجب أن يدخل وحده، فهي لا تزال تعاني من الدوار قليلاً.”

دخلت إلى زوجة خالي، وانظرت إلى خالي وهو يضحك، مسكين، قد أصابه الهم.

دخلت على زوجة خالي لأطمئن عليها.

السلام عليك، يا زوجة خالي العزيزة.

كيف حالك؟ هل تشعرين بتحسن قليلاً أم لا؟

لا أريد أن يؤذيك هذا.

لقد أقلقنا عليك كثيراً.

قالت: “هذا كله بسببك.”

ولم تخبر خالك بما فعلت في قهوتي.

أنا لست إلا أنت.

حتى السيدة إيمان ذاقت العسل الذي ذقته أنت.

لحظة، وها هو خالي يدخل علينا.

الحمد لله أنه لم يسمع ما قلته لزوجته.

نعم، لقد رأيته يدخل.

قلت لزوجة خالي العزيزة: “رأيت أنك مريضة، فهل يمكن تأجيل موعد الخطبة؟

صحتك أولى من الخطبة.

وإذا لم نلحق بك في الوقت، كان الطفل سيسقط (لقد خسرناه).”

قالت: “الطفل!”

قلت: “نعم، الطفل.”

قالت: “أتعلمين أنني حامل؟”

قال خالي: “هل عندنا ولد أم بنت؟”

قلت: “هههه، خالي، لا تفرح كثيراً.

دعونا نتأكد أولاً من صحة الطفل، سواء كان ولداً أم بنتاً.”

قال خالي: “ماذا تقصدين؟”

قلت: “لا شيء، دعونا نطمئن على ولد خالي أو ابنته وأم الطفل.”

قال خالي: “أشعر أنك تفعلين شيئاً.”

قلت: “لا يا خالي.”

رن هاتف خالي.

قال خالي: “اخرجي، لا أستطيع أن أترك زوجتي معك.”

قلت: “لا يا خالي، من المستحيل أن أخرج وأتركها وحدها.

لا قدر الله إذا زاد الحال سوءاً ولم يكن هناك من يعتني بها.

لا بد أن نبقى معها وهكذا نُسليها.”

قال الطبيب: “قلت لك لا تدخل.

أنت قد دخلت في البداية.

هذا دور الممرضة.”

قلت لخالي العزيز: “رد على هاتفك، فهم يُناديك ويعيدون الاتصال.”

نظر خالي في الهاتف وخرج ليتحدث.

قلت للطبيب: “كيف حالة المريضة قليلاً؟”

قال الطبيب: “الحمد لله.”

قلت: “وحالة الجنين؟”

قال الطبيب: “الحمد لله أيضاً.”

خرج الطبيب.

قلت لزوجة خالي: “افرحي وتحسن حالك أنت أيضاً، والجنين كذلك.

ولكن لا يكتمل فرحك، هناك شيء لا يحسن.”

قلت لها: “أنا وأنت نعرف ما هو.

إما أن تخبريني فأنا أعرف الحقيقة، وأملك الدليل.

وإما أن تبلغي لي أن ايمن سيسجل البيت باسمي.

وإلا فإن خالي سيطلقك رغم كل هذا الحب المزيف بينكما.

أيضاً، كما فعلت المحال لتزوجيني بهذا الذي يتاجر باعضاء البشر  بكل قوتك ، حاولي إقناعه بأن يترك البيت لمريم.”

وأوضحت لها أن القرار بيدها، ولا يعلم به خالي ولا جدي.

دخل خالي وهو غاضب.

قال لي: “ماذا فعلت بإيمان؟”

قلت له: “لم أفعل شيئاً.”

قال: “قولي لي ماذا فعلت بتلك المرأة؟”

قلت له: “لم أفعل شيئاً.”

قال: “لماذا قال الطبيب إنك مصاب بتسمم في المعدة، وأن هذا التسمم اكتشف من آخر شيء تناولته؟”

ثم قلت له بسخرية: “وِلَم لم يكتشفوا ما هو آخر شيء تناولته؟”

فرفع يده وصفعني. انصرفت وأصابت الصفعة السيدة نبيلة، فسقطت على الأرض.

ثم قال خالي مراراً: “نبيلة! نبيلة! نبيلة!”

ضحكت ضحكاً شديداً على ماحصل .

قلت لخالي: “انظر ماذا حصل للسيدة نبيلة بسببك!”

ولا زال سيحصل عليها أكثر من ذلك.

تابع معي وستشاهد ماذا سيحصل لكما.

قلت لخالي: “السيدة نبيلة تنزف من تحت.”

نظر خالي إلى أسفل وكان لا شيء خطير.

قلت له بسخرية:ههههه “سيأتي يوم وسيحصل ما أتمناه.”

والأهم هو الحمد لله على سلامتكم جميعاً.

أتمنى أن يشفيها الله عز وجل.

بعد ذلك، غادرت من عندهم.

وبعد 20 دقيقة، استعادت السيدة نبيلة وعيها،ههههه مسكينة.

وقال الطبيب لخالي: “ستغادر اليوم وعليها أن ترتاح.”

وقلت: “نعم، لا مشكلة. أنا معها فقط لأرعاها بعيني وعلى رأسي، فهي زوجة خالي العزيز.”

نعم، وخرجنا. ركبت السيدة نبيلة في المقعد الأمامي بينما ركبت أنا في المقعد الخلفي.

فقال خالي: “أنت تركبين في المقدمة؟ هذا ليس مكانك، أفسحي المجال.”

قلت: “بعيد الشر، إذا كنا ذاهبين و وقع حادث، فإننا سنخسر الجنين. فيجي في  ولا يجي السيدة نبيلة.”

فأمسك خالي بيدي وبدأ بالصراخ في وجهي.

فقالت السيدة نبيلة: “اتركها يا رجل، اتركها. دع البنت.”

فقال خالي: “ما الذي يحدث؟”

قلت: “لا شيء. فقط السيدة نبيلة فاقت   من اخطائها .”

Asahee fareed

مراسل صحفي لجريدة العربي اليوم من اليمن شاعر وكاتب ومدون ادبي وعلمي طبيب ومدون معاصر للشعراء المعاصرين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى