كتاب وشعراء

ممتنٌ أنت لعزلتك……بقلم أماني الوزير

ممتنٌ أنت لعزلتك…
وأنا ممتنّة لكل الحزن الذي لم أتقنه إلا معك.
العزاء الوحيد في فكرة الغياب، أن اسمك مدسوسٌ بفجوة الناي بيني وبين ذاكرتي.
يبكيني “المزج المرهق”… سمعته في السادسة صباحًا على الفطور.
نهرتني ابنتي بدلالِ طفلةٍ محبة، وهي تُلقي القبض على دمعةٍ سالت على خديّ، هاربة من جحيم تحفظي.
“يوبشني، أنا اللي عم يبكي من ع بكرة الصبح!”
كانت تُلقي القبض على النوتيلا التي كادت أن تنتحر على حافة التوست بسبابتها الصغيرة، وهي تردد بنهمٍ طفولي:
“رح أطلب من جنّية الأمنيات تزور الماما اليوم بالحلم.”
صغيرتي لا تعلم أن جنية الأمنيات انتحرت على حافة حلمٍ أسمر.
أنا الآن مجموعةُ قصائد في آواخر الثلاثين…
قصائد لا تُقرأ.
قصائد لا تُحكى.
قصائد لا عنوان لها.
قصائد لا تُنتهك بالصمت الطويل إلا على حافة قبلتكَ، التي لن أحظى بها في ميلادي القادم…
وأنت تهمسني بعتبِ قصيدةٍ لا مكتوبة،
ولا مقروءة، لكنها تُحس في دندنةٍ حميمة،
بينما نُعدّ عشاءنا وحيدين، مطمئنين لعزلتنا،
نتشارك الموسيقى ذاتها، وبضع قصائد بيضاء، سمراء، وليلكية مع الظلال،
و أطلال الياسمين، والفودكا بهدوءٍ رحيم…
هكذا، بكل بساطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى