فيس وتويتر

فراج إسماعيل يكتب :هل سلم الشرع ملف إيلي كوهين؟!

من المهم ألا نبالغ في مدح الزعامات الجديدة فننتج المزيد من الفراعين. أحمد الشرع شاب مبشر رغم علامات الاستفهام التي أثيرت حول ماضيه وخبراته السياسية ومؤهلاته الدراسية. ينبغي أن يظل هو وغيره تحت الفحص والمراجعة لا أن نرفعه إلى درجة التقديس ونرفض مجرد الشكوك التي تثار حوله.
القضاء على نظام الطاغية الأسد وعائلته هو أكبر إنجاز وعمل عظيم، لكن لا يجب إتخاذ ذلك مسوغاً لمنع اختبار الرجال من خلال أعمالهم.
سأدخل في الموضوع مباشرة بعد هذه المقدمة التي تبرر تساؤلاتي: لماذا لم تعلق إدارة الشرع على ما نشرته وكالة رويترز – وما أدراك ما رويترز، هي ليست موقعا إخباريا تحت السلم- نقلاً عن 3 مصادر بأن القيادة السورية وافقت على تسليم وثائق ومتعلقات الجاسوس إيلي كوهين لإسرائيل، لتخفيف حدّة التوتر وإظهار حسن النوايا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأعلنت إسرائيل يوم الأحد الماضي استعادة مجموعة من الوثائق والصور والمتعلقات الشخصية المرتبطة بكوهين الذي أعدم في 18 مايو 1965. وزعمت أن الموساد تعاون مع جهاز مخابرات أجنبي لم تحدده للحصول على تلك المواد.
أنا شخصيا لا أصدق ذلك رغم أن موقع يديعوت أحرونوت (Y24) ذكر أن الأرشيف كان في مكان سري قرب قصر الرئاسة السورية.
يجب أن تسارع القيادة السورية بفتح تحقيق شفاف حول الطريقة التي وصل بها الأرشيف إلى الموساد، والشفافية يجب أن تكون عنوان سوريا الجديدة.
سوريا الجديدة لم تنف حتى الآن تقرير رويترز، ولم تفتح تحقيقا يؤكد على الأقل رواية أخرى بأن مخابرات الأسد أو المخابرات الروسية هي التي سلمت الأرشيف سواء أثناء الفوضى التي صاحبت سقوط الأسد أو في عام 2018.
لو كانت تل أبيب قد حصلت على الأرشيف منذ سنوات، لماذا تأخرت حتى الأحد الماضي في الإعلان عنه، واستدعاء زوجة كوهين، اليهودية العراقية الأصل، ليحتفي معها نتنياهو بالحصول على الوثائق؟!
سيقال إن القيادة الجديدة ليست متفرغة للنفي والغوص في ملفات، مع أنه ملف بالغ الحساسية والسكوت عن ما نشرته رويترز أمر خطير يمس هوية الشرع وزملائه ويهز الثقة فيهم.
هذه القيادة سارعت بنفي ما قاله السفير الأمريكي السابق في دمشق بأنه درب الشرع على السياسة، رغم أن ذلك أقل وطأة مما ذكرته رويترز عن ملف إيلي كوهين.
مرة أخرى أطالب بعدم تسليم قلوبنا وعقولنا لأفكار مسبقة وصورة نمطية رسمناها عن أشخاص. كل شخص قابل للمراجعة خصوصا إذا اعتلى وظيفة عامة، وفي حالة الشرع الأمر أوجب للمراجعة والتمحيص المستمرين فقد تولى رئاسة دولة عربية مهمة دخلت مع مصر آخر حروب الجيوش العربية ضد الصهاينة، وهزمت معها التتار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى