غير مصنفكتاب وشعراء

أريدُ أن أتسكّع أكثر…..بقلم نعمان رزوق

أريدُ أن أتسكّع أكثر
في تفاصيلِ يومٍ لا يشبه نشرةَ الأخبار
أن أجلسَ على كرسيّ مكسور
في مقهى لا يعرف الإنترنت ..
و أسألَ النادل عن اسمه
قبل أن أطلبَ القهوة ،
أريدُ نهاراً
لا يطرحه المساء أرضاً كعدو لدود
بل يتثاءب مثلي ..
و يمشي حافياً فوق رصيفٍ حضاريّ .
أريد أن أتسكّع
في ابتسامةِ بائعةِ الورد
من غير أن أسأل عيونها الخضراء لماذا فيهما يختبئ المطر ؟ ..
أن أعدّ العابرين لا لأحصي الغياب
بل لأنني نسيتُ كيف يكون الزحام
دون أن يكون نجاةً ..
من قصفٍ ما .
أريد أن أشتري خريطةً مثقوبة كغربال
تدلّني إلى رائحةِ الخبز ..
لا إلى خطِّ هدنة ،
و أن أسأل طفلاً عن الوقت
دون أن يخبرني
كم مات من أهله البارحة .
أريد أن أمشي ..
و أمشي ..
كأنني أتذكّر شيئًا جميلاً نسيته
لا كمن يبحث عن وطنٍ
ضاع منه في جيب معطف .
أريد أن أُربّي ضحكتي
على إيقاعِ أغنيةٍ قديمة ،
أن أضعَ يدي في جيبي
لا لأمسكَ دمعةً ..
بل لأداعبَ حظّي النائمَ منذ استيقظَت النوافذ المكسورة .
أريدُ أن أتسكّع أكثر ..
لا على حوافّ المعنى
بل في لبِّهِ
حيث يكون القلبُ شارعاً
و الدمعةُ طائراً
لا يخاف من سماء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى