كراكيب / للشاعر المصري المبدع محمد أبو عيد

كراكيب
في فصل الضجيج
تنمو الأشياء بلا طريق
فلا تنادي على صوتك … لن يسمعك !
النهار .. خرج من وراء الصمت
ذهب مغاضباً …. ركن إلى الظل
أطبق جفنيه على تصاويره القديمة
جلس القرفصاء ووضع الشمس بين ركبتيه !
خبا موقد الشرق ….
كان ظلاماً من جهاته الملونة أشرق الرماد
طارت الأرض في الخلاء الواسع
ما من شيء هنا !
داخل ليل الصمت ماتت الجدران
نورك سيترسب في القاع
طينتك ستطفو في بحر الضباب
هي ذي القصائد على الشطآن تنبح
والظلام في النهار يسير ممشوق الخراب ….
وجهك بلا وجه ….. !
ليس لديك أية مخزون من الضوء !
كيف تصنع طيراً جديداً للأيام الممزقة
زهرة العيون تنمو في الغفلة
فلا تتعجب إن مر عطرها الرائي بين الأذنين
بلا أثر بلا إشارة …. !!
في مثل هذا اللوم المطير
مرآة من النوع الجيد
شقت الأنقاض بالندم المر
خرجت ؛ لم تجد غير أشجار الظلام
عادت إلى الأنقاض مرة أخرى تسأل الأموات
من نزع أظافر الشموع !؟
يسألون كما سألوا الشعر من قبل
لماذا ضربت النهار بالتنويم المجازي
قال أتسألون وقد تركت لكم في كل قصيدة إجابة
تخبركم بأن الأحلام المجيبة لا تعمل إلا في عقول معينة
عقول ؛ تحمل في طرقاتها السيف والفأس
من محاسن هذا الصمت الهائل
أننا نستطيع أن نرى عدة أصوات
الشيخ يقول أن الحقل خرج عن طوع الماء
أما الباحث في علوم ما وراء الحياة فله رأي آخر ؟
يقول أن الماء هو الذي خرج عن طوع الحقل !!!
من بين الشيخ والباحث مضى قطار الشمس …
إننا ها هنا مازلنا ها هنا مع العتمات الضالة
على محطة الفذلكات ننتظر كراكيب أخرى !!
محمد أبوعيد