كتاب وشعراء

دهشة الحب قصة قصيرة تأملية – فاتحة الفتنان

دهشة الحب
قصة قصيرة تأملية – فاتحة الفتنان

“أعمق شعور بالسكينة لا يأتي من الكلمات… بل من الأرواح التي تُشبهنا، دون سبب.”

الزمن… ذاك الهارب الأنيق من بين الأصابع.
نحسبه معنا، لكنه دومًا يسبقنا.
نتفاجأ كل مرة بأن شيئًا منه قد مضى، دون أن ننتبه.
والحياة؟
تطهينا على مهل، كقصيدة عشق لم تُكتب بعد.
كل تفصيلة فيها نضجٌ وانتظار… لا أكثر.
في صباحٍ اعتيادي، جلست إلى طاولة الفطور،
تفاحة مقطعة، خبز محمص، وفنجان قهوة تعرفه جيدًا.
ترتشفه كأنها تعاقر لحظة دهشة،
بينما الغيم يدور في رأسها كسؤالٍ لم يُعلن بعد.
حدثت نفسها بعفوية:
“الحب لا يحتاج إلى تضحية،
ولا وعود نكتبها على ورق الوقت،
لا كلامًا منمقًا ولا مشاعر تُزيّنه.
الحب… أمان.”
جالت بنظرها في زوايا البيت كأنها تبحث عن شيء فقدته.
تنهدت، ثم تمتمت:
“الأمان لا يأتي من فكرة ولا فعل،
لا من هدية ولا من وعد.
الأمان يسكن الروح حين تكون صادقة مع نفسها.
حين لا تكذب على قلبها.”
حين تكون صادقًا مع ذاتك،
تجد تلك الروح التي تُشبهك،
التي لا تحتاج سببًا لتفهمك،
تشعر بك في صمتك، وتفتقدك دون أن تطلب منها شيئًا.
تجعلك تنمو بين صراع العقل والقلب،
هذان العضوان اللذان لا يعرفان الأمان…
المغلفان بالأنانية، والركض خلف المجهول.
رفعت رأسها إلى السماء،
تأملت الفراغ كأنها تراه للمرة الأولى،
ثم همست بيقين هادئ:
“في هذه الحياة، لا نشعر بالأمان إلا مرتين:
مرة في حضن الأم،
ومرة مع الروح التي تشبهنا وكتبها الله لنا.”
روحٌ لا تسألك لماذا تحبك،
ولا تنتظر إثباتًا كي تُصدقك.
تؤمن بك… دون سبب.
لأنها تعرفك منذ البدء،
قبل أن تولد،
قبل أن تسأل،
قبل أن تبحث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى