كتاب وشعراء

هَوامِشُ النُّورِ…..بقلم فيروز مخول

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

هَوامِشُ النُّورِ
أَنْا الظِّلُّ الَّذي يَتْرُكُهُ النَّجْمُ
قَبْلَ أَنْ يَنْطَفِئَ
صَوْتاً يَمُرُّ بَيْنَ طَبَقاتِ الغَيْبِ
وَلا يَسْمَعُهُ إِلَّا السُّكُونُ.
أَنْا البَابُ المُخْفِيُّ
في جِدارِ الحُلْمِ
تَفْتَحُهُ الخُطْوَةُ وَلا تَعْبُرُهُ
يَبْقَى خَلْفَكَ
كَأَنَّكَ لَمْ تُدْرِكْ أَنَّكَ كُنْتَ على العَتَبَةِ.
أَنْا النَّدَى
الَّذي يَتَكَوَّرُ على جَفْنِ الفَجْرِ
شَفَّافاً حَدَّ التَّلاشِي
مُكْتَفِياً بِأَنْ يَلْمَسَ الأَرْضَ لَحْظَةً
ثُمَّ يَصْعَدَ سِرّاً
إِلى صَدْرِ الغَيْمِ.
أَنْا النَّفَسُ
الَّذي نَسِيَهُ العاشِقُ في سَجْدَةٍ
يُعِيدُهُ الصَّدَى
كَصَلاةٍ بِلا كَلِماتٍ
كَتَرْنيمَةٍ عالِقَةٍ بَيْنَ الرُّوحِ وَالرِّيحِ.
أَنْا الحَرْفُ
الَّذي لَمْ يُكْتَبْ بَعْدُ
يَنْتَظِرُ يَداً مُرْتَجِفَةً
وَقَلْباً يَرَى أَبْعَدَ مِنَ الوَرَقِ
حَرْفاً يُضِيءُ وَحْدَهُ
ثُمَّ يَذُوبُ في مِحْبَرَتِهِ
كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ في البَحْرِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock