جمال محمد غيطاس يكتب :ضرب قطر

حكام يديرون أوطانهم باعتبارها خيام “صاحبات الرايات الحمر” لا دولاً محترمة بها شعوب كريمة.
ما حدث بالأمس لإخواننا في قطر، بل وشعوب الخليج كافة، أمر مؤلم، أصاب كل عربي ومسلم بجرح عميق.
المسؤول الأول والأخير عن الحدث الفضيحة، والهجوم الكارثة، هو ثلة الحكام التي تدير هذه المنطقة، ليس باعتبارها موئلاً لشعوب كريمة تستحق الاحترام، نزلت عليها أعظم رسالة، وجاءها أعظم رسول، بل باعتبار كل دولة منها مجرد خيمة من خيام “صاحبات الرايات الحمر” التي انتشرت بمكة في الجاهلية، وكانت كل واحدة من صاحبات هذه الخيام تترك نفسها ليطأها كل من يأتي إليها من أي فج عميق، خلال مرور القوافل في رحلات الشتاء والصيف، بثمن بخس دراهم معدودات.
لم تضرب قطر وسائر شعوب العرب أمس، بل ضربوا حينما تسيدهم من اتخذوا ألههم هواهم، وعروشهم غايتهم، ولو على جثث أوطانهم، وقبلوا الدنية في دينهم وشعوبهم مقابل ترف ونزق، وسلطة كماء البحر المالح التي لا تروي شاربيها قط.
ثلة حكام تعاونوا مع أعداء دينهم وأعداء أمتهم، ومنحوهم التريليونات، تارة في شراء أسلحة، وتارة في مجاملات فجة، بتخاذل مذهل، ويد صاغرة بينها وبين الكرامة والعزة والعفة ما بين الأرض والمريخ من مسافة.
لم تضرب قطر وسائر شعوب العرب أمس، بل ضربوا يوم صار حكامهم مترفي بلدانهم الذين يفسقون فيها، والذين يتخذون من الأمريكان والكيان أصناماً وأنصاف آلهة، يخشونهم ويرهبونهم، ويصمتون وهم يطأون أوطانهم على غرار ما كان يجري في خيام صاحبات الرايات الحمر.
الآن أيها الحكام تحصدون الحصاد المر لما فعلتم بأمتكم وشعوبكم ودينكم، فها هو حليفكم النتن وحليفكم البرتقالي سائق اللودر المجنون ومن ورائهما الغرب بأكمله، يتلاعبون بكم كالدمى، ولا يقيمون لكم وزناً، ولا يعيرونكم أدنى التفاتة، ويمرغون جباهكم في تراب الصحراء بلا اكتراث، ويضربونكم وأنتم تقدمون لهم الجزية عن يد وأنتم صاغرون، جزية تريليونات وطائرات وقواعد عسكرية ومن كل ما تشتهي أو لا تشتهي أنفسهم.
باعوكم أسلحة لم تفعل أو تستخدم، وشفطوا أموالكم بلا عائد، حتى الحماية الزائفة لم تحصلوا عليها، بل أخرجوا لكم لسانهم وصواريخهم تخترق سماء بلادكم وتدك بعضاً من مبانيها.
أمس فلسطين واليوم قطر وغداً ما تبقى، ولن يكون هناك حد أقصى للوطء، ما دام هناك حكام يطأطئون رؤوسهم على رؤوس الأشهاد بلا خجل، ويرتعشون أمام أعداء أمتهم دون أدنى مقاومة.
قلوبنا مع كل أخ وشقيق في قطر شاهد بلاده تستباح من أحفاد القردة والخنازير على هذا النحو المخزي، وقلوبنا مع كل أخ وشقيق في الخليج شاهد بالأمس سلطته تطأ دولته، ودولته تمتطي أمته، ووطنه العزيز الكريم يعامل كخيمة من خيام صاحبات الرايات الحمر.