سيد كراويه يكتب :من يحتاج الى ذريعة

. كان أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة أول من أوضح أن 7 أكتوبر له ماقبله ، وأن هناك تاريخ وأوضاع وسياسات أدت اليه ، واستصرخ الأمريكان والإسرائيليين وأتباعهم لدرجة أن الرجل لم يعد يتكلم ، فربما يكونوا أخرسوه ، لأن قرارهم كان أنه 7 أكتوبر ” سفر التكوين ، ومن هنا نبدا ” لكى يتسنى لهم فى ظل هذه الرواية / السردية إنهاء القضية الفلسطينية نهائيا بالإبادة والتهجير ( وعلى فكرة فى تفسيرات قوانين الإبادة لدى خبراء الأمم المتحدة والقانون الدولى :الترانسفير أحد آليات الإبادة ) . نحن الذين بحكم التاريخ والجغرافيا لدينا حساسيات خاصة بالقضية الفلسطينية ، وبحكم هذه الحساسيات والتاريخ ، تكونت لنا علاقات متفاوته بالمسألة الفلسطينية وتطوراتها ، فعندنا المدرسة الساداتية حول العقد النفسية ، ولدينا الناس اللى صور لهم لأسباب سلطوية ، واستخدامات وظيفية أنها سبب مشاكلهم ، ومنهم البشر العاديين المرهقين والتعبانين ، وعايزين خلاص ولو بالخضوع والإمتثال التامين ، ومنهم العدميون ، ومنهم أيضا المضللون بالضم والفتح ، وهؤلاء بدأوا بخطاب أن 7 أكتوبر ستكون ذريعة لصب الجحيم فوق رؤوس الغزاويين ، وربما تضعنا نحن فى مازق مابين اضاليل حول التهجير أو الحرب ،، وهؤلاء الذين لم نسمع لهم قبل 7 أكتوبر لاكلمة مع أو ضد أى حاجة فى الأراضى الفلسطينية ، وكلها انتهاكات لكل شئ انسانى ، آخرهم مثلا قبلها بشهور واقعة الشيخ جراح وما تم فيها من انتهاكات وجرائم . كثيرون مثلا اليوم تقرأ لهم بسبب حساسيات عصابية ضد حماس ، وغزة كلها أمام عملية غزو واقتحام رهيبة مازالوا يصرون أن الموضوع حماس ، وحماس تسلم ، وحماس تغادر ، وحماس تنتحر ، ولاشئ مقابل هذا ، لااقتراح ولا واجب ولاشئ الا أن تنتحر حماس ،فى وقت أصبحت كل لغات العالم تصدح بوقف القتل والإبادة والتجويع والحرية لفلسطين تبدو اللغة العربية على أيديهم منفردة بالهجوم والإدانة على الفلسطينيين / حمسا ، من كام يوم كدا واحد عبقرى فى هجومه على مظاهرات سلم نقابة الصحفيين اضاف لحماس متظاهرى سلم النقابة باعتبارهم داعين للحروب والإرهاب ، ولما مثلا تقول إن دا موقف صهيونى يمينى متطرف ، يتهمونك أنك تخونهم ، وأنا الحقيقة متابع كذا حد من هذه النوعية فعلا لم ينبس ببنت شفة أمام أى جريمة وما أكثرها قامت بها قوات جيش منظم ضد بشر عزل حتى ولا صحفيين ولا أطفال ، مرة واحدة عند ضرب صواريخ ايرانية ندد أحدهم بصورة لطفل اسرائيلى جميل الطلعة مذكرا أنهم “مثلكم ” ومع ذلك يستنكف من يذكره بأن مواقفه منسجمة تماما مع أشد المواقف الإسرائيلية تطرفا .. فى الحقيقة ليست اسرائيل فقط هى التى كانت تنتظر ذريعة ، كثيرين وأسوأهم من هم عندنا كانوا ينتظرون 7 أكتوبر كذريعة للإعلان عن كل أمراضهم .. والجميع ينسى أن الحقيقة تكمن فى ” أى صف تقف فيه وقت المحن ” والحياة والسياسة والشرف هو فى الحقيقة مواقف واختيارات .. صف كل أحرار العالم ؟ أم صف نيتياهو وسوموتريتش وغوفير اللى بيجهز نفسه لبناء منتجعات للشرطة الإسرائيلية فى موقع غزة ” الفخم ” .