أدراج الخوف والمهانة ……بقلم مصطفي المحبوب

أدراج الخوف والمهانة ..
لا أعرف آخر مرة ضيعت فيها راتبي
لا أتذكر آخر مرة شعرت فيها بالتعب وأنا أحاول
تدليل الصعوبات التي تواجه تلاميذي،
لم أتذكر آخر مرة تذكرت فيها جيوب معطفي
الذي احتفظت به منذ أيام الجامعة ،
كنت أبحث وسطه عن ورقة تقرير اتفق عليه رفاقي ،
كنت أبحث وسطه عن كل شيء جميل
كنت أبحث عن ورقة حب ضيعتها عمدا ،
لم أكن قادرا على معاناة الحب،
كنت مكبلا بمعادن وأربطة قادرة
على تفتيت قواربي ورميها في أقرب ساحل
كنت أتوخى الحذر حتى في البحث عن قبلة
أو ذكاء يقودني إلى سرير الليل ..
كانت حياتي تشبه حياة القراصنة ،
باستطاعتي تقديم خدمات للجميع ،
باستطاعتي التهام أي مشروب
دون التفكير في المتعة أو عناق مؤقت
باستطاعتي التهام كل أغراض السفن
التي تصادفني دون أن أفكر
في إيذاء الأرق أو تكليفه بمهمة إضافية
كنت أحب النوم ..
كنت أحب العزلة ..
كنت أبدع طرقا غريبة للإبتعاد عن الحب ،
كنت أفضل التمارين الرياضية المتعبة ،
كنت أركب الباصات ذات المسافات الطويلة ،
لم أكن أفكر في استدراج أسِرة المحبة
لم أكن أفكر إلا في النبيذ والعشاءات الهادئة ،
لم أفكر في طرد أصدقاء فروا من زلزال أو تسونامي ..
كنت أفكر في الخروج مسرعا حتى أتفادى الوقوع في الحب أو يقع اسمي بين يدي مهربي الآلام وسماسرة المكالمات السرية ..
سأتذكر أني عانيت كثيرا دون أن أدعو أحدا للالتحاق بي
أو مساعدتي على آداء قروض الحب والإهانات السابقة ،
عانيت كثيرا وأنا أجر حياتي بحبال رثة ،
بحبال ساعدتني في النهاية
لأتجاوز أدراج الخوف والمهانة ..