السفير فوزي العشماوي يكتب :مهرجان نيويورك

– نرحب بلاشك بمؤتمر حل الدولتين الذي ترعاه فرنسا والسعودية في الامم المتحدة، وإن كان غياب مصر بكل دورها التاريخي وتضحياتها الجسام في سبيل القضية الفلسطينية لمدة ٨٠ سنة عن المشاركة في رعايته والجلوس علي منصته قد ترك غصة لايمكن إنكارها، خاصة وأن المؤتمر يحظي بتغطية تلفزيونية غير مسبوقة تعكس الوزن السعودي الثقيل
– نثمن إنضمام العديد من الدول للإعتراف بالدولة الفلسطينية، وندرك أن إنضمام فرنسا وبريطانيا بالذات له أهمية كبري بحكم وزنهما الأوربي والدولي، كما ندرك أن القضية الفلسطينية ستكسب معركتها بالنقاط وبالنفس الطويل، ولكن الإنضمام الفرنسي بالذات والبريطاني كذلك يأتيان متأخرا كثيرا فالأولي إبتعدت طويلا عن مسيرة شارل ديجول النزيهة والعادلة والمستقلة، والثانية لم تراع أنها من خلقت هذا الوضع البائس من خلال وعد بلفور، ولكن عموما أن تأتي متأخرا خير من أن لاتأت علي الإطلاق
– مازالت هناك دول ذات وزن ثقيل لم تعترف بالدولة الفلسطينية بعد، مثل اليابان وألمانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية والارجنتين … ولابد من تكثيف الجهود لحثها علي الاعتراف لتضييق الخناق علي الكيان وراعيه الأمريكي
– ستظل هذه الإعترافات دون نتيجة ملموسة علي الارض مادام الفيتو الأمريكي يجهض أي قرارات تنفيذية من حكومة العالم ممثلة في مجلس الامن، لذا لابد أن يتركز الجهد العربي والاسلامي مدعوما بالزخم العالمي علي تغيير موقف ترمب، فهذا هو الفيصل، وترمب لايعرف سوي لغة المصالح والجزرة والعصا فهل تترجم الدول العربية، والخليجية بالذات، تحركاتها الاخيرة ( السعودية بالتحالف مع باكستان والامارات مع الهند ) لضغوط حقيقية علي الادارة الامريكية، خاصة وأنها تمتلك الأدوات ولاينقصها سوي الارادة
– لايمكن أيضا تصور وجود كل هذا الزخم والضجيج ومازال أصحاب القضية أنفسهم في هذا الحال الترهل والشيخوخة والتشرذم وغياب الرؤية الموحدة أو علي الأقل المتناسقة الأدوار .. ترتيب البيت الفلسطيني أصبح واجبا حتميا وضاغطا وعاجلا !