رؤي ومقالات

مصطفى منيغ يكتب :ترامب والاختبار الأصعب

الرّفعة مرفوعة عن بائعي غزة مِن أحبار عباس مهما رفعهم الصهاينة لأجلٍ يُنهي أجلهم بلقب أبطال الخيانة ، ومهما شغلوا أدواتهم المكشوفة لذاك الحين سيمكثون في مناصبهم بإرادة إسرائيلية لتضخيم ملفاتهم بأثقل التهم غير المحتاجة لأية صيانة ، يفوق عددها الحبات المتعفنة المغطاة بقشرة رمانة ، لم تعد صالحة إلا للقذف وسط انثن مَطرح قرب العن جبَّانة ، تضم بقايا عظام مجرمي الحرب سرّاً مدفونة ، مِن طرف تلك القيادة العسكرية الجبَانة ، ذابحة الرُضَّع والنساء الحوامل في أحقر مهانة ، سيعرَّف التاريخ مقترفيها بأحَط مِن الحيوانات المفترسة مَن بكل اللغات العالمية مُدانة . دول بلغت المائة والخمسين اعترفت بالدولة الفلسطينية وكان آخرها إسبانيا و فرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا والبرتغال وكندا واستراليا بفضل غزة وليس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المنبطحة ظلت للاستكانة ، الفارحة بما تتوصل به من أجور تتعدى ما يتوصل به رؤساء بعض الدول المستقلة من لدن مَن تتحكم في ضمائرهم الضاربة عرض الحائط بأقدس أمانة ، اعتراف حَصَرَ إسرائيل في عزلة خانقة وطوَّقها لتختنق ببطء والرئيس الأمريكي لن يستطيع إنقاذها من الآتي الأكثر أداء لأغلى الاثمنة ، المقتطعة من بقاء وجودها على نفس الأرض التي استولت عليها بالغدر والنصب والانقضاض كأنها المفترسة الجوعانة ، ما تزدرد قطعة بما فوقها من أهاليها الشرعيين حتى تتجرأ على أخرى كأنها الأجَن من أية مجنونة ، لا تعير للعقلاء وزنا ولا للحكماء اعتبارا ولا لأصحاب الحق اكتراثا كأنها استثناء عانقت الشر فصارت مثله ظلما بل تفوقت عليهما معا لتصبح حقنة ، متمردة بما تختزنه من سموم تنثرها حروبا على الآمنين لنهب أرزاقهم أكانوا داخل قرية فلسطينية أو مدينة . لم يكن في حسبان نتنياهو وزمرته المتطرفة الفاسدة مثل التصرف الدولي الرزين المانح حق الفلسطينيين ما يرجعون به أمل إقامة دولتهم المستقلة رغم أنف إسرائيل وما استعملته من وسائل القوة لمسح أي تفكير يعيد للمظلومين الفلسطينيين بصير نور يضيء سبيلهم نحو الحرية والانعتاق ، لأول مرة يشعر نتنياهو ذاك بدنو نهايته ، لذا سيستعمل كل مواهبه الماكرة خلال اللقاء الذي سيجمعه بترامب بعد يومين من الآن ، عساه يفوز بموقف أمريكي رسمي يخفف عن إسرائيل مثل الوطأة الغير مسبوقة ، المهددة الكيان بالتقهقر الحتمي وعدم الاستمرار في حماقات الحلم الذي جعل من إسرائيل تعتبر نفسها سيدة الشرق الأوسط ، العاملة على تغيير جغرافيته لصالح توسيع مساحة دولتها العبرية ، خارج القوانين والأعراف الدولية المعمول بها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى