رؤي ومقالات

مصطفى منيغ يكتب:ترامب يطيل أمد الحرب

نسي نفسه وتحدث كأنه الرئيس الفعلي لدولة إسرائيل ، كان يلتفت أحياناً لنتنياهو ليتطلع في وجهه إن كان مبتسماً يزيد من مدحه أو متجهِّماً فيعدِّل جملة لم تكن في صالح ذاك البارع في التمثيل ، ترامب في تلك الندوة الصحفية التي جمعته ومجرم الحرب نتنياهو إسرائيليا أكثر من الإسرائيليين وفي مثل الصدد ذي الباع الطويل ، وسيظل البيت الأبيض شاهدا على تلك الاجتماعات المُغلقة المخصصة لمسح فلسطين من خريطة الشرق الأوسط بالكامل ، والمضحك في تلك المناسبة أن ينصِّبَ ترامب نفسه أو ينصبوه (لا فرق) على رأس مجلس للسلام وكان الأجدر تسميته “مجلس الصهاينة للسلام” فأي سلام يقصد هذا الرئيس إن كان انحيازه لأعدى أعداء السلام المُلاحَق مِن طرف العدالة الدولية كمجرم حرب ومسؤول عن إبادة شعب الذي مهما حلَّ ترك وراءه العويل ، على من يضحك هذا الرئيس إن لم يكن يفعل ذلك على محيطه وتابعي توابعه من بعض رؤساء يحكمون شعوبهم بوجهين أحدهما كاذب والآخر منافق الضانين أن ما يقومون به نهاراً تمحيه ظُلمَة الليل ، المهم عندهم البقاء ولو مع الذل والهوان واحتضان عن طيب خاطر مخلفات الويل ، وبهذا ما يدعيه وما يعمل من أجل تحقيقه لا تفسير له إلا استمرار إسرائيل بتنسيق كلي معه في حربها البشعة ضد أحرار الشرق من فلسطينيين وأردنيين وعراقيين ولبنانيين وسوريين ويمنيين وكل من خرج عن صف العبودية الأمريكية مستقبلاً في تسلسل الشر بأضراره كلها عليه قليل ، ترامب تمادى على الشرعية الوطنية الفلسطينية بإعطاء القدس غربها كشرقها لتكون عاصمة أبدية لإسرائيل رغم أنف التاريخ وكل أصل أصيل ، وفرض على المقاومة في عزة برنامجاً مجحفاً من إحدى وعشرين نقطة أقلها العذاب لغير مستحقيه واصل ، ينزلهم بقبولها لحضيض الهزيمة المنكرة عن انكسار شامل ، وقعر الانحطاط الكلي دون رحمة كعقاب غير تارك الأثر أو الدليل ، و تنفي وجود إرادتهم بطلقات المدافع وسكاكين الذبح كبديل ، وتسلخ كرامتهم بغير شفقة لتنشر على أسطح عرب الزمن المُذِل وتقذف بشرفهم إلى إسطبل الخنازير ليركب على الذل الذليل ، وأمامهم أيام قصيرة التوقيت ، ليبصموا عليها بكل ما في أيديهم وأرجلهم من أنامل ، وإلا انهالت على رؤوسهم أثقل القنابل ، تنزعهم من أي نفق يختبؤوون فيه حتى لا يبقى منهم أي مُقاتل ، فأي راعي للسلام هذا ؟؟؟ وبأي صلاحية يحكم ؟؟؟ إن لم يكن منفذا أوامر الصهيونية العالمية لا أقل ولا أكثر بغير حد ولا حائل ، لقد أصبح هذا المسؤول خطرا على العرب والمسلمين أينما تواجدوا آخذا عن ذلك من موجهيه أعلى مقابل . الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان على حق حينما رفض اللقاء به رغم توصله بدعوة رسمية منه مرتين على التوالي وبألطف الرسائل ، لقد كان السبَّاق لمعرفة أن التفاهم مع ترامب مضيعة للوقت لأنه بجانب إسرائيل ، وما تقرره الأخيرة أو تخططه وإن بلغ بها الأمر طرد كل الفلسطينيين من أراضيهم بقوة السلاح وكأنها عودة لعهد الهنود الحمر وما تعرضوا إلية من جريمة الاستئصال المحولة صلبهم لينساب مع النسيان كسائل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى