كتاب وشعراء

ألستَ فيْضا يا دمي… بقلم هادية السالمي

أقف هاهنا بلا عصا

ولا رياح في الشارع تؤنسُ.

في الشارع الممتدّ

غيمات و حشو و شموس لاتورق.

على الرّصيف

قهوتي تسيح

و الريح تصرصر و لا تَنِي.

تدندن الغيمات

و الريح تسُحُّ حَصَبا يصيح بالحصى :

” ضُمَّ إليك مِبردي تَسَّاقَطْ بُرادةً

تلك الرُبى.

و لك فيها أطواق الياسمين، و مآربُ تسرُّني… ”

و في رِكاب الريح

يجثو طير

في مقلتيه وَجَلُ السُّرى .

يمتشق الليل جناحيه،

و فيهما قموح و شرانقُ.

و فيهما بوصلة

تختلج الإبَرُ فيها و تُرَنِّقُ.

لا ظلَ للشّمس به يَدَّثَرُ الشارع

حين يتدفّقُ.

و لا نجوم بين جفنيه

بها العنقاء تنتثر في الرّبى.

أنفاسُ “كافْكا ”

تترصّدُ سماء الشارع الممتدّ و المدى.

تهجرني السماء

و الشتاء، كالصّخر يهشِّم عباءتي…

يشتعل الخريف في يدي

و تهوي بين الكلام قهوتي…

****************

كيف تفيض صهوة الماء

ولا تَغيضُ في القصيد

يا دمي؟؟؟

و أنت فيك يَهِنُ الخرير

و الورق فيك

ما له هُدى.

أنَّى للمُهْتابِ أنْ يَخْتَرِقَ البحر

و فيه وَهَجُ اللّظى؟؟؟

ألستَ فيْضا يا دمي

مِنْ أَزَلٍ ؟؟؟

و فيك أُلقي فيْضَ أدْمُعي…

مُذْ كنتُ

كنتُ لك مَجْرًى للهوى.

واليوم تشقى منك أضلعي…

كأنّكَ اليوم تروم النّأْيَ عنّي

و تُراضي فيْضَ القِلى…

و ما أرى للعزّ في نهج الكرام

ما به تهترئ الرّؤى.

أما أتاك من فؤادي فيض النشيج؟

أم تراك لاترى؟ ؟؟

أنَّى للهديل أن يوقظ صبحي،

و ضِباعٌ تُدمي يدي؟ ؟؟

تخدش وجهي كيما تغرُب شمسي

و تُشظّي مبنى غدي.

أيّ صلاة في محرابي تُجَلِّيني

فلا أَعْرى و لا أَنِي ؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى