كتاب وشعراء

رغبة التّفرّد…بقلم الهادي المثلوثي

لا تأسف على تغيّب الأصدقاء عند الشّدّة

وعلاقات القـرابة قد أصيبت بعلل متعدّدة

والنّاس يتمسّكون بمصالحهم قـبل المـودّة

ولا تـنس أنّنا نعيش عصر الجشع والرّدة

والأنانية قد استفحـلت وتوسّعت بكلّ حدّة

ولا غـرابة من الجحود والأبواب المنسدّة

إذ لم يبق سوى الأحقاد والقلوب المسودة

وما عسى يظل في نفوس تعـيسة ومعـتدّة

والحال أنّنا قد ولجـنا متاهة حياة مستجدّة

لا تشاهـد فـيها سوى بقايا لإنسانية متبلّدة

ألسنا بمفعول التّجديد نتعامل بعقـلية مقلّدة

ولكلّ هوايـته وكثيرا ما تـنتقل إلى مفسدة

وكم من الهوايات صارت كأشـنع مصيدة

واتّسم السّلوك والتّصرّف بنزوات محـتدّة

ولا تستنكف من كـثرة الأساليب المتفرّدة

فالنّاس أحرار في العمل بالقديم أو الجـدّة

وحبّ التّـفرّد يتنامى في كل نفـس متمرّدة

والأكيد أنّ الغلبة لتحوّلات جديدة ومعـقّدة

وفي جلّ الأحوال فإنّ مآسينا غير محدّدة

بحكم ما نعاني من نوازع وأفـكار مستبدّة

لا تأتيـنا إلا بمزيد من المصاعب المشتدّة

وما ألعـن الأيدي القذرة والألسنة المهدّدة

والحاجة مـتزايدة إلى آراء بنّاءة ومنـتقدة

فقد غابت بالفعل كلّ إرادة للخير مستعدّة

وزادت حتما كثرة أيدي التّخريب الممتدّة

فالنّفس الباغية متّـقدة شرّا وغـير متردّدة

وإن عزمت فهي في المكر أنجع مجـتهدة

والتّميّز مطلب كل نفس مغـترّة ومترصّدة

ومن أفضل قيم التّوازن والقـناعة مجرّدة

وما مـن نفس بأهـواء البؤس غير مغـرّدة

وتـتشابه الأحوال من الإمارات إلى وجدة

ولم يفـلح التّديّن في مـنع المهالك المؤكّدة

لنوازع شـرّ في النّفـوس تبدو غير مقـيّدة

بل قل على أشدّ الإستعداد وأفضل مجنّدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى