فيس وتويتر

إبراهيم نوار يكتب :مصيدة غزة التي وقع فيها نتنياهو: هزيمة سياسية وفشل عسكري

لم يشارك نتنياهو في قمة شرم الشيخ، التي كانت بمثابة مهرجان سياسي دولي لإعلان وتأكيد خطة ترامب للسلام في غزة: وقف الحرب والتجويع والتهجير، تبادل الأسرى والمحتجزين، بناء سلام جديد في المنطقة، والعمل على إيجاد طريق للتعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين. كل ذلك مشروط باستقرار وقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب تماما باتفاق الطرفين، وضمان القوى الكبرى في العالم والمنطقة.
نتنياهو لم يكن يستطيع أن يشارك في مؤتمر شرم الشيخ للسلام، ليس بسبب الأعياد الدينية، كما قالت الصحف وأجهزة الإعلام الإسرائيلية، ولكن لأنه مطلوب القبض عليه بقرار من المحكمة الجنائية الدولية، التي تلتزم مصر بتنفيذ قراراتها، ولأن مشاركته كانت تعني أيضا، ومصر تعرف ذلك، عدم مشاركة عدد كبير من قيادات العالم، التي تتفق معها في الالتزام بتلك القرارات، ومن ضمنهم الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء السلطة التنفيذية في عدد كبير من بلدان العالم، ومنهم رئيس الوزراء الإسباني. وأظن أن وزارة الخارجية المصرية تلقت في هذا الشأن رسائل مباشرة وغير مباشرة من الداخل، بأن نتنياهو شخص غير مرحب به في مصر، ومن الخارج بأنه في حال حضوره لن يشارك عدد كبير من قادة العالم.
وتعكس عدم مشاركة نتنياهو مدى العزلة التي يعاني منها مجرم الحرب، الذي ارتكب جرائم ضد الشعب الفلسطيني، تزيد وحشية عما ارتكبه هتلر من جرائم ضد اليهود والغجر والشيوعيين في ألمانيا النازية. مؤتمر شرم الشيخ كشف الوجه القبيح لرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يجب أن يرحل عن الحكم. ومن الممكن أن يرحل بالفعل، إذا استمر الحصار الدولي والمحلي لسياساته، وحرمانه من ممارسة لعبة الكذب وتزوير الحقائق، ومحاولة الهروب من الهزيمة بترويج نصر كاذب. لقد أدرك جزء كبير من الناخبين الإسرائيليين بالفعل، أن استمرار حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة، لم يكن من أجل تحقيق الأمان لهم، وإنما من أجل تحقيق أحلام نتنياهو المريضة في الاستمرار في الحكم، والفوز بالانتخابات العامة المقبلة، بينما هو يخضع للمحاكمة في قضايا فساد ورشوة. ومع أن نتنياهو أعلن منذ بداية الحرب أن هدفه الرئيسي هو إزالة حماس من الوجود، عسكريا وسياسيا وإداريا، فإن هذا الهدف لم يتحقق، بل إن حماس خرجت من الأنفاق وظهرت بقوة على وجه الأرض بعد اعلان وقف إطلاق النار، لحفظ الأمن والنظام بموافقة صريحة من الرئيس الأمريكي لفترة اختبار مؤقتة. نتنياهو لم يكن ضمن وجوه اللقطة التاريخية في شرم الشيخ من أجل السلام في غزة، التي ضمت وجوها كثيرة من القيادات السياسية الدولية، جاءت تؤكد تأييدها للسلام والتعايش وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. لقد غاب عن اللقطة التي سيحفظها التاريخ لأنه المجرم الذي سيطارده العالم والتاريخ والعدالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى