حافظ المرازي يكتب :الجامعة الأمريكية ترفض مؤتمرا بسبب مقاتل إسرائيلي
لكن قيادات الإعلام المصري تشاركه في مؤتمر

طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة سببوا صداعا كبيرا لإدارتها، منذ ألغوا ندوة بالتظاهر يوم الثلاثاء الماضي ضد استضافة السفير الأمريكي الأسبق دانييل كيرتزر لدى كل من إسرائيل ومصر، لمشاركته بندوة في مقر الجامعة الرئيسي بالقاهرة الجديدة، بسبب ما اعتبره الطلاب المحتجون مواقف سياسية صهيونية من الضيف، ورغم دفاع آخرين عنه باعتباره دبلوماسيا واستاذ جامعة سابق متوازن الرأي، واضطروه للخروج في حراسة الأمن دون دخول القاعة او عقد الندوة.
في اليوم التالي، اي الأربعاء الماضي ، قررت الجامعة إلغاء ندوة أخرى كانت تنظمها ايضا عميدة كلية السياسات العامة، بمقر الجامعة القديم في التحرير، يوم الاثنين المقبل، بمشاركة الكاتب والباحث الإماراتي د.عبد الخالق عبدالله، الذي يعتبره منتقدو التطبيع الإماراتي- الإسرائيلي بأنه مستشار رئيس الدولة، بينما ينفي الرجل عن نفسه هذه الصفة ويؤكد استقلاليته.
ورغم ذلك، ألغت الجامعة الندوة، بدون إبداء أسباب، ورغم انه لايوجد طلاب في مبنى التحرير، إذا كان السبب خشية تظاهرهم. وربما يكون الضيوف رفضوا انفسهم الحضور تضامنا مع السفير كيرتزر او خشية اي مظاهرة مماثلة!
كما اُثيرت ضجة منذ أشهر تجاه اشتراك رئيس الجامعة الامريكية د. أحمد دلّال في عضوية مجلس أمناء مركز ابحاث في القاهرة أسسه مؤخرا وينفق عليه رجل المقاولات الإماراتي محمد الحبتور، المثير للجدل في بعض استثماراته وتبرعاته باسرائيل!
اليوم السبت، اضطرت الجامعة الأمريكية في إعلان مفاجئ امس وبحجة “أسباب تقنية” عدم استضافة مؤتمر – كان الإعلام المصري سواء التابع للمتحدة او خارجها يعتبره نصرا وفوزا كبيرا باستضافة القاهرة لدورته ال19 – وهو “المؤتمر الدولي للجمعية الدولية لإدارة المؤسسات الإعلامية..”. وباعتبار ان الشريك الداعي للمؤتمر هو قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية نفسها، فقد كان طبيعيا ان يُعقد كما أُعلن من قبل داخل حرم الجامعة بالتجمع الخامس، حيث يوجد كل الطلاب. وتشارك فيه، عدة مؤسسات إعلامية مصرية وضعت اسمها على الإعلان عن المؤتمر باعتبارها من الرعاة، وهي شراكة مع الجامعة لسبب، غير معروف، وقد يكون علاقات تربط بعض منظمي المؤتمر بالجامعة الأمريكية بالقيادات المعنية بتطوير الإعلام المصري حاليا تحت إشراف رئيس مجلس الوزراء، أو لعلاقة مهنية سابقة لرئيسة القسم بإدارة الإعلام في رئاسة الجمهورية المصرية!
لكن تبين أن السبب الحقيقي المرجح لنقل المؤتمر عشية وضحاها من الحرم الجامعي، ربما لاحتمال اندلاع المظاهرات الطلابية من جديد، إلى فندق في القاهرة (لن اذكر اسمه هنا لدواع أمنية وليس إعلانية) هو أن إحدى جمعيات الطلاب بالجامعة الأمريكية، وهي “جمعية الإعلام MCA” أصدرت بيانا (مرفق صورته بالإنجليزية) تؤكد فيه انها قاطعت المؤتمر وترفض استضافته داخل الجامعة حين تبين لها أن أحد الباحثين المشاركين في جلساته من جامعة كولومبيا الأمريكية واسمه “إيلي نعوم” خدم في الجيش الاسرائيلي لسنوات طويلة كطيار مقاتل اشترك في حربي 1967 و 1973 ضد مصر!
ووضع الطلاب في منشوراتهم لزملائهم صورا (مرفقة هنا) للخلفية العسكرية لهذا الباحث المشارك في المؤتمر. وحيّت الجمعية الطلابية في بيانها إدارة الجامعة للاستجابة لمطالبها بعدم استضافة المؤتمر بقاعة الألفي او اي قاعة تخص الجامعة الأمريكية في التحرير او التجمع الخامس.
المفارقة ومن غير المعروف، كيف عرف الطلاب بهذه المعلومة عن المشاركين ولم يعرف او يهتم، حتى بمعرفة سبب انتقال مكان المؤتمر، كل صحفيي وإعلامي مصر المشاركين اليوم، رغم خبرة مراسليهم ومحرريهم ومصادرهم الأمنية، اي بافتراض انهم لم يعرفوا السبب “التقني” أو حتى سبب رفض الطلاب المُعلَن، لانتقال المؤتمر لغرف او قاعات صغيرة جدا بالفندق، الذي لا نعرف ايضا من دفع تكاليفه، ولو كانت مليون جنيه؟ الجامعة الأمريكية أم رعاة إعلام مصر؟!