مصطفي السعيد يكتب :هل إنتهت هدنة شرم الشيخ وعادت حرب غزة؟

الكيان يرى أنه استعاد أسراه، وانتزع أهم ورقة كانت تمتلكها الفصائل الفلسطينية، وأنه يمكن أن يواصل الضغط بالتجويع وإغلاق المعابر لمنع وصول المساعدات لتحقيق مطلب تسليم السلاح، وإذا نجح الكيان ولو جزئيا سيواصل الضغط بالتجويع والضربات الجوية بالطائرات والمسيرات إما لتنصيب العميل ياسر أبو شباب الأقرب للكيان من محمود عباس ومحمد دحلان، ليحقق للكيان مالم يستطع تحقيقه بالحرب، أو أن يجبر سكان القطاع على الهجرة. الدول الضامنة مكتفية بالصمت، ترامب لا يريد أن يبدو مخادعا، ويريد التمسك بأنه حقق ما يرى أنه السلام، لكنه يؤيد استمرار الضغط لتسليم السلاح، وتشكيل إدارة يكون لأمريكا ودول الخليج السيطرة عليها. أما تركيا وقطر فتريدان حكومة إخوانية صديقة للكيان، تحت قيادة أمثال خالد مشعل والجولاني، بوكالة من تركيا وقطر، وهو ما ترفضه السعودية والإمارات اللتان لا تريدان عودة الإخوان من جديد. فصائل غزة لا تقبل لا بعميل إسرائيل ياسر أبو شباب ولا التخلي عن السلاح، ولا بالعودة إلى الرؤية الإخوانية الغائب عنها قضية التحرر الوطني للأراضي الفلسطينية. النتيجة المتوقعة أن العودة إلى الحرب باتت قريبة، وربما تتسع وتعود جبهة لبنان إلى المواجهة، بعد أن فشلت الحكومة اللبنانية المنبطحة في وقف الضربات الإسرائيلية، رغم إلتزام الطرف اللبناني بوقف القتال، ورصد اليونيفيل 8400 إنتهاكا إسرائيليا لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وأصبحت الحكومة اللبنانية التي جرى تنصيبها تحت الضغط الأمريكي والأوروبي مكشوفة وعاجزة وفاشلة، ولا يمكنها حماية لبنان من أطماع الكيان، مما يهيء الفرصة لعودة فتح الجبهة اللبنانية، وبالتالي عودة جبهة اليمن وغالبا إيران التي أعلنت انتهاء العمل بالإتفاق النووي، وتمنع وكالة الطاقة الذرية من مراقبة أنشطتها النووية، ما يعني إنتاجها السلاح النووي، في تصعيد لا يمكن لأمريكا والكيان تحمله.