رحيلٌ في الصَّمْتِ …جورج عازار

رحيلٌ في الصَّمْتِ
وحيدٌ أنا
في دَهرِ الخَيباتِ
هنا أنا
تَرنُو عينايَ
إلى زَمنٍ قَد ولَّى
إلى حِكاياتِ سَندريللا
وإلى شَبحٍ
في آخرِ النَّفقِ يَتبدَّى
إلى صَدَى صوتٍ
يُوهَنُ كلَّما اقتربَ
كَأنِّي ما كُنتُ بالأمسِ
كَأنِّي أبداً ما كُنتُ أنا
غريباً صِرتُ بينَهُم
تتبرَّأُ مِني خَيالاتي
وأحمالي الثقيلةُ
الَّتي ببقايا الصُورِ
كانت تزدِحمُ
تناثرتْ في الدروبِ البعيدةِ
حَمَلتُ خَشبَتِي ومضيتُ
لا أعلمُ إلى أينَ
تحطُّ بي الرِّحالَ
وتَغدِرُ بي السَّفينةُ
كُلُّ الأزمانِ تَفَرُّدٌ
وكُلُّ الأماكنِ مُزدَحِمَةٌ
فلا سِورٌ تُقرَأُ
ولا مَزاميرُ تُرَتَّلُ
هاتي بِضعَةً من جَسدي
كي أحيا فيها
شيئاً من الوَقتِ
فقد تاهتْ مِني على المفَارقِ
كُلُّ ما كنتُ أحفَظُ من ذِكرياتي
بيداءُ تفتِكُ بآخرِ قَطرَاتي
وجُعبتي فارغِةٌ
وأنا من دُونِ وجهٍ
مجهولٌ من غيرِ هَويةٍ
أبحثُ تَارةً عَن ذاتي
وتارَةً عن طَيفٍ
أحسَبُهُ أنتِ
فإن اجتزتُ قَفرَ النِّسيانِ
فكيف من لَيلِ المَهالِكِ
سوف أنجو؟
مَجاديفي قَشَّةٌ
في مَهَبِّ الرِّيحِ
كلَّما ظَننتُ
رابيةٌ تَحتَضِنُني
يُحاصرُ المُوجُ
ما تبَقَّى من جَسدي
فيأكلُ الإعصارُ لَحْمي
ويلوكُ مِلحُ الزَّبدِ
عِظامي
وما تَبقَّى منِّي
ومِنْ ذَاكرتي







