نصوص ذرّية من قصيدة الفوضى و الصمت ..زكريا شيخ أحمد

نصوص ذرّية من قصيدة الفوضى و الصمت

1
انفجارٌ طفيف في منتصف الفاصلة.
العالم يتلعثم مثل فقاعةٍ تتشقق في الهواء.
اللغة تتنفّس رمادها و الدخان يترنح بين الحروف.

2
لا أحد هنا … سوى صدى يبحث عن صوته،
ينساب بين الجدران الخفية كالريح في الأزقة الفارغة.

3
اسمك يتعثر بظلّه على الزجاج.
كل نداءٍ يسقط كقطرةٍ على وجه المرايا.

4
التراجع هو طريقتي في البقاء
أمشي إلى الوراء كما يمشي الليل نحو فجرٍ لا يلوح.

5
خطأ في تحميل المعنى…
الشاشة تومض كجفنٍ في العتمة.
أعد المحاولة لاحقاً.

6
ما هذا؟
لا شيء بالضبط.
الصفر يتأمّل نفسه، ينعكس في بئرٍ بلا نهاية.

7
كل شيء يحاول أن يكون… لكنه يتراجع
مثل ظلٍّ ينسحب عند اقتراب الفجر.
الوجود مشروعٌ غير مكتمل،
حروفه تتساقط مثل أوراقٍ صفراء في الريح.

8
مسوّدة الحلم رقم صفر.
البداية التي لم تبدأ، تتأرجح كوميضٍ بعيد بين الظلال.

9
صمت.
الكلمات تلوّح من وراء الشاشة…
كأمواجٍ صغيرة على شاطئٍٍ خفي.

10
المعنى مكتوم في مربعٍ أسود،
تصعد منه أنفاسُ الحروف كدخانٍ خافت يضيع في الغرفة.

11
أثر الضوء بعد أن ينطفئ،
يبقى كخيطٍ رفيع من ذهب على صفحة الظلام.

12
نحن؟
علامة استفهام تتناسل، تتشقق في الهواء مثل فقاعات صابون.

13
ليس بعد.
الجواب مؤجل إلى ما بعد الوجود،
يتسلل كنسيمٍ ضعيفٍ عبر شقوق الأبواب المغلقة.

14
شكل الصمت حين يحاول أن يتكلّم،
يحمل رنيناً داخليّاً، مثل قلبٍ يطرق في غرفة مهجورة.

15
النقطة الثالثة: آخر نفسٍ للزمن…
تتلاشى كجرسٍ في فراغٍ بلا جدران
و يبقى صدى الفضاء يحضن كل ما لم يُقال.

النص الأخير من محاولة كسر

زكريا شيخ أحمد