رؤي ومقالات

السفير فوزي العشماوي يكتب :معركة بيبي !

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

نتابع جميعا المعركة القضائية لنتينياهو في قضايا الفساد والرشوة والاحتيال المتهم فيها منذ سنة ٢٠١٩، وصولا لطلب العفو المقدم مؤخرا منه لرئيس الدولة هرتسوغ دون أن يعترف بجرائمه ومبررا طلبه بالحرص علي مصلحة الدولة في هذه الاوقات الحرجة، وهو مااثار ردود فعل متباينة بعضها مؤيد والكثير منها غاضب ومتظاهر امام مقر رئيس الدولة لرفض ذلك الا اذا اعترف بجرائمه واعتزل العمل السياسي ..
نتابع هذه المعركة التي شارك فيها ترمب بمناشدة رئيس الدولة الاسرائيلي للعفو عن ” بيبي “، بدهشة ومشاعر مختلطة، فالرجل هو عدو لدود بلاشك، وأحدث من الضرر واقترف من الجرائم في حق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية كلها مالم يحدثه مسئول اسرائيلي سابق، ماجعله عن حق مطلوبا امام الجنائية الدولية كأول رئيس وزراء للكيان يتعرض لذلك، لذا فإن مشاعر الكره والشماتة مفهومة ومشروعة، ولكن المعركة برمتها تثير لدينا مشاعر اخري من الاعجاب المصحوب بالغيظ والحزن والاسي لافتقاد دولنا لهذه المعارك، انها معارك لانعرفها ونقرأ عنها بإستغراب، معارك اللي يعرفوها ويعيشوها يبقوا عمد !
معقول هذا الملك غير المتوج لاسرائيل والذي فعل لهم مالم يفعله غيره وصولا لتجديد حلم اسرائيل الكبري يتم استدعائه كل شوية وبهدلته وهو في سدة الحكم واجباره علي توسيط ترمب واصدقائه وصولا لطلب العفو والسماح !! انه بالنسبة لنا امر عجاب، صحيح ان اولمرت تم سجنه ولكنه كان رئيس وزراء سابق، والامر مع نيتنياهو جد مختلف، ولكنه النظام السياسي هناك والذي لايضع احدا فوق القانون او ارادة الشعب والناخب، وهذا لعمري أحد أهم أسباب قوتهم، سبب لايقل أهمية عن الدعم الذي يتلقونه من أمريكا والغرب، فمهما كان حجم الدعم فلابد من نظام سياسي يتأسس علي الديمقراطية والكفاءة وإحترام القانون والمواطنة لكي يكون مجديا ويتحول لسيطرة اقليمية .. لذا فإن هكذا محاكمات وتطورات تزيد من قوة الكيان واحترام العالم له برغم رفض هذا العالم لممارساته، فهل نعي هذا الدرس من الخصوم ؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock