رغبات ديسمبر المجهولة.. شعر: پرشنگ أسعد الصالحي

رغبات ديسمبر المجهولة
كشجرةِ الكَتْلَبَةِ المكتظّة
تتفجّر الرغبات تحت وطأةِ خلجانِ الروح
كفوضى بركانٍ صغير
يقبضُ لُقمةً لا تُطحن
ولا يُفارقُ السكينة
يبدو الليلُ منصرماً
وأقسى ما يزلزلُ أعماقي
أن الأشياءَ لا تستقيمُ بأيّ هدأة
وثمّة غربةٌ لا عنوانَ لها
تنقشع في الأماكن الأشدّ خفاءً منّي
كما يتسرَّبُ الحنينُ فينا
من جهةٍ نسيتْ أن تُمسكَ بالتيه
ومن جهةٍ أخرى أربك المشهد
أشياءُ لا أعلمُ
أأحاصرُها في مخيّلتي
أم أُخلي سبيلها
أم ذلك اليقينُ المتشبّثُ بي
أكثرَ منّي
يهروِل بحركةٍ هادئة
كروحِ كائنٍ يختبرُ صبري
أو معتمرٍ قديم
عاد يصاحب صديقَه الوحيد
ويمرّ بي
مرورَ الأيام اللامكتملة
وأتحسّس أنّني أقترب
من ظلّ يدٍ
ما بين المجهول واللامجهول
وكأنّ الهدنةَ التي بدأت
لم تنتهِ
وقد استقرَّت نحوي
وتهيّأت رغبةُ العودة
تلك الرغبة التي لم أُفصِحْ عنها
في سرِّي قط
رغبةٌ تُلاحقني
بين الحين والآخر
داكنةُ الملامح كالتروس
رغم التشابك
وتتراصفُ أفكاري
كقطراتِ الديمة
تروي ما بات قاحلاً في أعماقي
وترطّبُ جسدي المُنهَك
ثمّ تشلُّ النفسَ
بسَكينتها الغامضة
التي لا تُحكى
سوى لأهلِ القرى البربريَّة
الذين يقرؤون لغةَ العطرِ
السفرجليّ المُحنّكة
كما تُقرأ حكايةُ الأخطل الصغير
بذاكرةٍ تُظهِر المجهولَ
ليتعثَّر
وبرضى آثِم
يهتفون بمزامير القبيلة
موسيقى تشبه أصواتَ البجع
وطائرِ القُمري
كأنّها نواحُ أرواح
تستيقظُ مع أوّلِ ندبةٍ في الليل
وهكذا
ظلّت رغباتُ ديسمبر
لا تفنى،
بل تتفجّر في الفضاء
كوشمٍ لا يَخبو أثرُه
وتعود كلَّ عامٍ
بروحٍ أكثر نقاءً
وأشدَّ بهجةً
على هزيمةِ الصقيع
كأنّها قلبٌ من ثلجٍ دفين
يتركُ البردَ يكتسحُ مزارَه
ويجعلُ من الوميض
مسكناً صغيراً
يشبه ميلاداً
لم يكتمل نفادُه بعد
لئلا يغرق الضوء في لجة الميعاد••
28/11/2025 نوڤمبر
پرشنگ أسعد الصالحي









