فيس وتويتر

يسري فوده يكتب :جائزة “إنتعريصو” للسلام

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

بينما وضعت المؤسسات الإعلامية والثقافية في إسبانيا وآيرلندا وهولندا وسلوفينيا أنفسها في وجه المدفع بمقاطعة مسابقة اليوروفيجن بعد فشل المسؤولين عن هذه في استبعاد الكيان المحتل على خلفية إبIدة غرْة، ثمة مشهد آخر يدعو العالم إلى الإحساس بالعار.
اليوم، في الخامسة مساءّ بتوقيت غرينتش، تبدأ مراسم قرعة كأس العالم الذي تستضيفه كندا والمكسيك والولايات المتحدة الصيف القادم. تقام القرعة في مركز كينيدي – الذي سطا ترامب على إدارته في ظروف مثيرة للجدل – على بعد دقائق من البيت الأبيض في واشنطن العاصمة التي لن تستضيف أي مباراة في المسابقة، وهو ما لم يحدث من قبل.
لكن هذه المفارقة، على غرابتها، لا تمثل حدثّا غريبّا في مسار علاقة رئيس الفيفا، جياني إنفنتينو، برئيس الولايات المتحدة، دونالد ترمب. حديثّا، اخترع إنفنتينو جائزة للسلام ينافس بها جائزة نوبل للسلام التي يحلم بها ترمب ولا يكف عن التعبير عن أوهامه باستحقاقه إياها. وفقّا للتقارير، من المتوقع أن يسبغ إنفنتينو على ترمب لقب “الحائز على جائزة الفيفا للسلام”. طلبت مؤسسات إعلامية وحقوقية من الفيفا توضيح القواعد التي على أساسها تُمنح الجائزة وقائمة بأسماء المرشحين الآخرين، لكن هذه لم ترد.
لأغراض الدعاية والسيطرة، وظّف ساسة وأباطرة روما القديمة الخبز والرياضة (في صورة المصارعة الدموية)، ولا يختلف الأمر كثيرّا في عالم اليوم؛ فلا يزال المنتَج الثقافي والفني والرياضي يوظَّف من قبل الطغاة للغرض نفسه. فقط أمثال إنفنتينو يلعبون اليوم الدور نفسه الذي كانت تقوم به عصابات النخاسة للاحتفاظ بالبضاعة التي استجلبوها من أفريقيا وغيرها في إسطبلات الإمبراطور.
المثير للشفقة رغم هذا أن سلطة الفيفا في عالم اليوم تفوق كثيرّا سلطة أي حاكم لأي دولة، وهو ما يجعل من السيد إنفنتينو مثالّا جيدّا لما يمكن وصفه بالتعريص التطوعي النقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock