سَفَرُ الحروف// بقلم// الكاتبة :مونيا منيرة بنيو

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امتطيتُ صهوة جوادي في أمسيةٍ من العبث بالكلمات،
فاشتعلت الحروف، وتعالت نيران الشوق على شواطئ الهروب،
مع هيجان روحي المستسلمة لترنّح الجواد وصهيله.
هناك، في عُمق ذلك الانجراف…
تجدّدت سنفونيات عزفي، لقصائد سكنت جيوب قلبي،
توهّجت… لأطير، وألوّن بالحروف روحي المنبعثة من روحها.
نبض الحروف يتراقص على الورق،
بفرحٍ، وبأملٍ كفراشة خرجت من شرنقتها
في يومٍ ربيعي، تنسج الحكايا التي نحلم بها
وتلوّن الواقع بالأرجوان.
أروي قصصًا عن “علم الحب”
ذلك الذي لم نسمع عنه إلا في الزمن الماضي…
أركض، أُلمْلِم كل ما يكدرني،
لأُتقن التلوين، والرقص فوق الوجع.
لا أسمح له أن يهزمني…
بل أواجهه، لأنتصر أولًا على نفسي.
أنا لا أنسخ،
بل أكتب بقطرات دمي، على ورقةٍ من روحي.
هو من الإعجاز
أن نكتب كأننا نُنسَخ من بعضنا،
لأننا نولد، من الاشتعال ذاته…
نسخة واحدة في وجه هذا اللهيب.
وبين كل سؤال قد يُطرح،
لن تُفهَم إجابتي.
أنا أجنّ مع الحروف لأعقل،
وأطفئ اشتعالي قبل أن يحرق
خيوط الوصال، وجسور الرجوع.
ما عاد في الابتعاد رغبة،
وما عاد في الصمت حاجة.
فالعَيشُ بسَلام… أضحى مرساي،
وعفويّتي نوافذي وبواباتي،
وهدير شغفي بين السطور… ينبض بالحياة.
إنني، بين الاعتراف والنزاهة، أميرة.
أبني بيوتًا من دفءِ الكلام،
وأنسج قصورًا من خيوط البوح،
كـ”سندريلا” التي، رغم همومها،
تتراقص فوق الجراح… لتنثر الضوء.
أُسافرُ مع معزوفات الروح الحالمة،
وأبني عالمي المميز…
ففي كل روح، هناك حكاية
والقلب منبعها،
والنبض يرسمها بجرأة
ليترك بصمةً أزلية…
لشفافية الصدق، بين الحلم…
والأمل.