كتاب وشعراء
هُو …وقْد كان …بقلم ولاء شهاب

تعلّمتُ منه :
كيف الجفاءُ والصّدود
بين الأحبّةِ أن يكونُ …
وكيفَ للخيانةِ أن تتجلّى
بكلِّ لغاتِ الجسدِ والعيون.
تعلّمتُ منه كيف انقلبتِ
الرجولة،من شرفِ الكلمة ،
وصدقِ الوعود ،
إلى دهاءٍ خادعٍ، وحنثٍ بالعهود …
تعلّمتُ منه كيف يواجهُ النُّكرانُ والجحودُ
الولاءَ والوفاءَ ببجاحة،
ثم يقولون:
نحن الأفضل…
”وما أنتَ يا وَلاءُ حتى تُذكَر أو تكون”؟
تعلّمتُ منه كيف للشيطان أن ينتحلَ
صِفةَ الملاك،
فيرتدي قناعَ الفضيلة،
ثم يستدرجك بخبثٍ
إلى هلاكِك المحتوم..
وأدركتُ أخيرًا …
أنني ما كنتُ أتعلمُ منه،
بل كنتُ أكتشفُ وجوهًا
قبيحةً ..
لم أدرِ أن الشرَّ يُخفيها
خلفَ أقنعةِ البشر…
ليبدّلونها متى يحلو لهم
وكيف يشاؤون…
فمضيتُ عنهم،
وتركتُهم لأقنعتهم …
فدروسُ الحياةِ عاصفة… لن تُعطي بلا ثمن،
إنّما تقتطع المقابلَ
من أرواحِنا… بلا حياءٍ ولا رحمة…