بتريوس: إذا فشل الشرع في مهمته ستصبح سوريا دولة فاشلة أخرى

أكد ديفيد بتريوس المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية دعم بلاده لجهود رئيس سوريا أحمد الشرع لإعادة بناء الدولة السورية، واعتبر أن “قسد” ستدمج أخيرا في الجيش السوري.
وفي حوار مطول مع موقع “روداوو” تحدث بتريوس، الذي شغل أيضا منصب قائد القوات الأمريكية في العراق سابقا، عن مصائر الأكراد في العراق وسوريا وتركيا، حيث أشار إلى أن الولايات المتحدة كانت شريكا استراتيجيا للأكراد منذ العام 1991، وأن هذه العلاقة مستمرة، مؤكدا أن للأكراد “أصدقاء آخرين غير الجبال وهذا يشمل أمريكا”.
وأشاد بتريوس بالتقدم الذي تحقق في العراق وإقليم كردستان خلال العقدين الأخيرين، مضيفا أن إقليم كردستان لا تزال له مكانة مهمة في العراق، وأنه “كان مثالا لما يجب أن يكون عليه المسار الصحيح”.
سوريا الشرع ومصير “قسد”
وبشأن سوريا، قال بتريوس: “أريد لسوريا بقيادة أحمد الشرع أن تنجح. نجاحه بصفته قائدا لحكومة هو نجاحنا”، مضيفا أنه “يجب علينا أن نساعد في تحقيق ذلك”، وأشاد من هذا المنظار بخطوات الرئيس دونالد ترامب نحو رفع العقوبات عن سوريا.
وقال بتريوس متحدثا عن الشرع، إنه “على دراية بماضيه أكثر بكثير مما قد يتصوره أي شخص”، وأشار إلى أن الشرع في فترة قيادته “هيئة تحرير الشام” “بنى قدرة عسكرية حقيقية، لم تكن هذه مجرد مجموعة من قوات الميليشيات العشائرية أو السياسية، لقد بنى قدرة حقيقية، حيث أقام حكما في محافظة إدلب. كان لديه نظام تعليمي، ونظام قضائي، وكل تلك الأمور. الآن يحاول لم شمل البلاد بأكملها”.
وأشار بتريوس إلى أن هذا المسعى “سيواجه تحديات كبيرة”، لتنوع مكونات الشعب السوري والتعقيدات القائمة في العلاقات بينها، مقرا بأن أحمد الشرع ليس لديه تجربة جيدة مع بعض هذه المكونات.
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن أحمد الشرع “يستطيع تأسيس حكومة ومجتمع ديمقراطي في سوريا” قال بتريوس: “هذه هي مهمته، عليه أن يفعل ذلك. إذا لم يفعل، ستصبح سوريا دولة فاشلة أخرى، وستصبح واحدة أخرى من دول الشرق الأوسط الكبير التي تعاني تداعيات الحكم ما بعد الديكتاتورية”.
وأضاف: “عندما ندعم أحمد الشرع في محاولته لتأسيس حكومة لجميع شعوب البلاد، وحماية حقوق الأقليات وكذلك حكم الأغلبية، يجب أن تكون هناك حدود أيضاً. يجب أن تكون هناك شروط على أعمالنا. تماماً كما كان يقول هنري كيسنجر والرئيس نيكسون حول مفاوضات الحد من الأسلحة، لا تثق، بل تحقق”.
وبشأن قوات سوريا الديمقراطية، أشاد بتريوس بدورها في هزيمة “داعش” في شمال شرق سوريا، وأكد أنهم ” لا يزالون يؤدون دورا مهما جدا”، لكنه اعتبر أن هذه القوات ستدمج بشكل أو بآخر في الجيش الوطني.
وقال: “سعدت بأن الجنرال مظلوم يجري محادثات مع دمشق لتحديد كيف يمكن لقواته أن تصير جزءا من القوات الفيدرالية”.
وفي هذا الخصوص استذكر بتريوس تجربته في العراق، حيث أسس ما سمي بمهمة التدريب والتجهيز، أو القيادة الأمنية الانتقالية، التي وصفها بأنها كانت “جهدا كبيرا جدا لإعادة بناء جميع قوات وزارة الدفاع ووزارة الداخلية”.
وقال: شارك مئات الآلاف، وفي النهاية ما يقرب من مليون شخص مسلح في مهام مختلفة. أشركنا وحدات البيشمركة. عندما احتجناهم للقتال، لا من أجل إقليم كوردستان فحسب، بل للقتال من أجل العراق، جاؤوا وقاتلوا في جميع أنحاء العراق. آمل أن يكون هناك شيء مشابه في شمال شرق سوريا، ربما من دون كل الجوانب الحكومية لإقليم كوردستان، التي كانت ضرورية في ذلك الوقت، مع الأخذ في الاعتبار وضع العراق بشكل عام.
الأكراد وعملية المصالحة في تركيا
وحول عملية السلام مع الأكراد التي تشهدها في تركيا، وصفها بتريوس بأنها “أمر غاية في الجدية”، وقال: “أعتقد أنه استراتيجي جدا. عندما يقود أوجلان هذا الأمر، فمن المؤكد أنه ليس شيئاً بسيطا. هذا ليس تكتيكيا”.
وأشار بتريوس أنه “يفهم بعمق الرغبات والتطلعات الحقيقية للأكراد” الذين “يريدون أن يتمكنوا من الدراسة بلغتهم، وأن تكون لديهم صحيفة بلغتهم، وأن يُعترف بهم جزءا من تركيا”.
وأضاف: “أشعر أن الرئيس أردوغان وحكومته يتعاملان مع هذه التطلعات بجدية. آمل أن ينتهي الأمر بنجاح”.
المصدر: “روداو”