كتاب وشعراء
أثرُ من لم يصل… الحسيني أحمد / العراق

مثل ناعورٍ نسيَ اسمه،
يمدُّ يداً من خشبٍ إلى الماء
ويدًا أخرى إلى الغياب،
نسرقُ من وجهِ النبعِ ما تبقّى
من ملامح لم تتعلّم الهرب بعد،
نُخَبِّئُ وجوهَنا بينَ كفَّينِ يتهدَّلانِ من التعب
متعبونَ… جداً،
تُحرِّكُنا الضعائنُ كأنَّ الريحَ فقدتْ طريقَها
فاستعارتْ خطانا
نغسل وجوهَنا
لتنامَ السواقي من فزع الجفاف،
لكنّ الماءَ يحدّق فينا
كطفلٍ يعثر على ظلّه لأول مرة،
يسألنا:
أيُّكم كان نبعًا قبل أن يغدو
حفرةً من عطش؟
نغسل وجوهَنا
فلا تجفّ،
كأنّ الغبارَ الذي يسكننا
أعمقُ من أيِّ ماء،
وكأنّ الليلَ،
حين يمرُّ من صدورنا،
يمسحُ بيده على وجوهٍ
لم تتّفق على شكلها بعد.
الحسيني أحمد ٢٠٢٥







