رؤى ومقالات

سدين حداد يكتب ……العرب اليوم ضياع بوصلة الأنتماء

قبل الدخول قي تقاصيل البوصلة العربية والأنتماء العربي لابد من مراجعة لتاريخ العالم من حولنا فكلنا يتذكر وعاصر أحداث وقعت في أوائل تسعينيات القرن الماضي ومنها سقوط الأتحاد السوفيتي وتقسيم هذا الأتحاد على اساس عرقي وكذلك تقسيم يوغسلافيا على نفس النهج بعد أن اخترعوا لنا قصة القتال العرقي والديني هناك حيث تم تصوير هذه الحرب على انها بين الكاثوليك والارثوذكس تارة وبينهم وبين المسلمين تارة اخرى. كذلك الحال مع جيكسلوفاكيا حيث تم تقسيمها على اساس غرقي الجيك والسلوفاك. وحينها بدأت الحرب على العراق واستمرت حتى سقوط بغداد ومن ثم أثمر هذا السقوط الى تدميره وتمزيقه وللأسف بأيدي وأموال عربية. اما الحصاد فكان تقسيم العراق عرقياً عرب واكراد وتهجير الاقليات والمضحك انه تم تقسيم العرب طائفياً ( سنه وشيعه ). من هنا بدأ ما يسمى مشروع الربيع العربي ( خريف العرب ) لأن في الخريف تسقط الاوراق فسقط النظام العربي بأكمله وهذا ما نعيشه اليوم بأسماء وعناوين وتيارات وأفكار لم تكن يوماً في قاموس العرب. فالأمن القومي العربي بات مكشوفاً ومخترقاً من كل الجهات وعلى كافة الاصعدة. الغريب في هذا أن العرب وحدهم من لا يجوز له الحديث عن القومية العربية أو تجمع عربي موحد لأن قوة العرب في وحدتهم والمطلوب اشغالهم بمعارك واحداث داخلية على أسس أثنية وطائفية كي تقوض أي مبادرة للم الشمل العربي. تلك كانت توصيات مؤتمر صهيوانكلوسكسوني عقد في كاليفورنيا بعد وحدة العرب وانتصارهم في حرب 1973 (من هنا البداية) لا حرب جديدة مع اسرائيل. كذلك لابد من تذكير أن الامن القومي ليس الحدود والسلاح بل الماء والغذاء لأننا نعرف أن اول قرارات العدوان على العرب أو أي دولة لا تخضع لتنفيذ رغبات وأوامر الغرب (امريكا والناتو) الحصار الاقتصادي ونحن للاسف لا نملك إنتاج غذاءنا في حين أن السودان لوحده يعتبر سلة العرب الغذائية فاذا زرع فأن العرب من المحيط الى الخليج سيأكلون. أما الماء فتركيا أقامت عشرات السدود كي تقطع الماء عن سوريا والعراق أما ايران فقامت بتحويل مجرى الانهار الصغيرة كي لا تدخل العراق, واسرائيل استولت على منابع الانهار في الشام الكبرى ومن ثم قامت اثيوبيا ببناء سد النهضة والذي يشكل خطراً حقيقياً على الامن الغذائي والمائي المصري ولا يجب أن ننسى ذراعهم الطويلة والتي تمسك بنا في أي حين البنك الدولي حيث يفطع المساعدات والقروض ولنا تجارب معه منها وقف تمويل السد العالي أيام خالد الذكر عبد الناصر. السؤال أين نحن من هذا كله؟؟؟ بالفعل لقد أضعنا بوصلة انتمائنا القومي على هذه الارض الطيبة المعطاء. إننا مخترقون من داخلنا أولاً بسبب ضعف القيادة والتبعية لأعداء أمتنا إن لهم أجندتهم فأين هي أجندتنا؟؟؟ هذه دعوة للنظام السياسي العربي لأعادة النظر قي أوراقه وأولوياته ومصالحه إن التسليح وحده لا يخدمنا بل الوحده والتنمية إن قدراتنا البشرية ومواردنا الطبيعية عظيمة وكافية تمكنا من رفع المعاناة عن كاهل شعبنا العربي من المحيط الى الخليج. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى