تقارير وتحقيقات

خمسة لاجئين غيروا العالم .!

عندما وصلتنا أخبار الهجوم الإرهابي على باريس، كان رد فعل العالم هو التضامن الفوري. صور حسابات فيسبوك غيرت إلى الألوان الفرنسية، أرتفع هاشتاج #PrayForParis ليصبح الأكثر شيوعا على تويتر، وظهرت البنايات الكبرى حول العالم بالأزرق، الأبيض والأحمر. لكن هذه المشاعر النبيلة أفسحت الطريق نحو الخوف، الغضب والسلوكيات الدفاعية.

وللبحث عن كبش فداء، بدأ الناس في توجيه الأصابع نحو اللاجئين الفارين من أحداث العنف نفسها التي كانت فرنسا ضحية لها. في الولايات المتحدة مثلًا، يحاول السياسيون تبني سياسة غلق الأبواب. وفي المملكة المتحدة، وجد استطلاع حديث للرأي أن التأييد الشعبي لإعادة توطين اللاجئين السوريين قد انخفض بعد الهجمات الأخيرة.

لكن كلا هاتين الدولتين، لديهما تاريخ طويل في الترحاب بالفارين من الحرب والاضطهاد. وكما ستظهر لنا هذه القائمة، فإن الكثير من هؤلاء اللاجئين استطاعوا أن يقدموا إسهامات كبيرة لدى الدولة التي أعطتهم فرصة ثانية.

1) ألبرت أينشتاين

بجانب كونه واحدًا من أشهر العلماء في ألمانيا، فإن ألبرت اينشتاين كان مرغما على الرحيل من بلاده بعد السياسات المعادية للسامية التي كان يقوم بها الحزب النازي مما جعل من الصعب عليه الاستمرار في الاهتمام بأعماله العلمية.

بعد الانتقال إلى الولايات المتحدة برفقة زوجته، قام الفيزيائي الحاصل على جائزة نوبل بكل ما يستطيع من أجل مساعدة مواطنيه من اليهود الألمان للوصول إلى بر الأمان، وذلك بملء العديد من طلبات الفيزا للبعض وتقديم توصيات شخصية للبعض الآخر. لقد كان يشق عليه أن يعلم إنه بينما كان يعيش في أمان، كان الكثيرون من مواطنيه لا يتمتعون بنفس الحظ وعن هذا يقول أينشتاين : ’’ أنا تقريبا أشعر بالعار لكوني أعيش في هذا السلام بينما كل الباقون يناضلون ويعانون ‘‘.

يقول ألبرت أينشتاين عن الهجرة: ’’إن حزمة الأمتعة هي ليست الشيء الوحيد الذي يجلبه اللاجئ إلى بلده الجديد‘‘.

2) سيرجي برين

ربما يكون سيرجي برين واحدا من أشهر رواد الأعمال في أمريكا، لكنه في الحقيقة لم يولد في الولايات المتحدة. في سنة 1979، وبمساعدة مجتمع رعاية المهاجرين اليهود، تمكن سيرجي وعائلته من الرحيل من الاتحاد السوفيتي، حيث كانوا يواجهون صعودا للتيار المعادي للسامية. سيرجي الذي كان يبلغ 6 سنوات فقط عندما غادر بلده الأم، وجد صعوبة في هذا الانتقال، وعن ذلك تقول والدته: ” لقد كان عاما صعبا بالنسبة له، إنه العام الأول”.

لكن البداية الصعبة لم تستمر طويلا: ففي سنة 1998 استطاع سيرجي أن يؤسس شركة جوجل رفقة شريكه المؤسس لاري بيج.

يقول سيرجي برين عن أزمة اللاجئين: ’’ أمريكا تستطيع أن تستقبل اللاجئين كما تستطيع أن تضمن سلامتنا الشخصية‘‘.

 3) مادلين أولبرايت

تقول مادلين أولبرايت وهي تتذكر هجرتها: ’’ لقد أتينا إلى الولايات المتحدة ونحن لا نمتلك شيئا ‘‘. لقد فرت عائلتها سنة 1948 من حالة الانقلاب السياسي التي حدثت في تشيكوسلوفاكيا. وقد وجدت عائلتها الترحيب في دينفر بأذرع مفتوحة وتقول عن ذلك: ’’ لقد كان الناس لطفاء جدا، وزودونا بالأثاث ومعدات الكريسماس‘‘ .

انه شيء لن تنساه مادلين أبدا : “سأبقى أشعر دائما بامتنان عظيم لهذا البلد الذي يتشاركه ملايين من اللاجئين الآخرين اللذين جاؤوا إلى ظهرانينا منذ سنوات”.

بعد أن أصبحت مواطنة أمريكية استطاعت مادلين الذهاب بعيدا لتصل كأول امرأة إلى منصب وزيرة الخارجية الأمريكية.

في 18 نوفمبر 2015، دونت مادلين أولبرايت تغريده تخص اللاجئين قائلة : يجب على الولايات المتحدة أن ترحب باللاجئين لا أن تخاف منهم. الكلمات عن وضع الحرية لا يجب أن تكون وعودًا فارغة.

 4) هنري كيسنجر

عندما وصل هنري كيسنجر إلى نيويورك مع والديه وشقيقه في عام 1938، كان الرأي العام في الولايات المتحدة إلى حد كبير ضد تقديم منح القبول للاجئين اليهود الفارين من اضطهاد الحزب النازي: استطلاع رأي اجري في ذلك العام كشف عن أن أكثر من 67% من الأمريكيين كانوا معارضين للفكرة. كان كيسنجر وعائلته من بين القلة المحظوظة اللذين حصلوا على تأشير قبولهم في البلاد.

بعد تخرجه من جامعة هارفارد. ذهب للعمل كمستشار للأمن القومي الأمريكي ووزيرا للخارجية، وكما حصل على جائزة نوبل للسلام سنة 1973.

قال كيسنجر في حديث للجنة الصليب الأحمر الدولية سنة 2012: ’’إن رفض استقبال اللاجئين، سيكون متنافيا مع القيم الأمريكية ومع صورتنا التي لدينا عن أنفسنا ‘‘.

5) سيجموند فرويد

عندما احتل النازيون الألمان النمسا سنة 1938، كان سيجموند فرويد اسما مشهورا : فقبل 8 سنوات من ذلك، كان قد حصل على جائزة جوته اعترافا بإسهاماته في علم النفس والثقافة الألمانية. رغم انه قاوم فكرة الرحيل عن فيينا في البداية، لكن عالم النفس البريطاني ارنست جونز استطاع إقناع فرويد أن الوضع كان يسوء نحو الخطر الشديد، وساعده على تدبر أمر رحيله.

لقد توفي سيجموند فرويد بعد سنة واحدة من وصوله إلى انجلترا، لكنه يبقى اللاجئ الذي تم اختياره اللاجئ الأكثر إسهاما بشكل مؤثر في الحياة البريطانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى